قرأت ديوان محمد الماغوط والذي ترجمه إلى الفارسية الشاعر سعيد أبو سامر والسيدة سماهر، تحياتي لهما وتقديري .
طبعا لم أقرأ الترجمة، بل قرأت النص العربي من الكتاب؛ ووجدته جميلا، لكنه نخبوي جداً .
وما دام الكلام حول الشعر النثري وشعرائه، أحببت أن أجنح صوب الأهواز وشعرائه النثريين وقرائهم ومستمعيهم .
في الأهواز معظم الشعراء، ولا أدري هل تصدق على بعضهم مفردة الشاعر أم لا؛ اتجهوا نحو الشعر النثري؛ والذي لا يتكيف معه ولا يعرف مبتغاه سوى النخبة من الأدباء !
أما الشعب، وخاصة الشعب الأهوازي، والمفروض أن يكون هو المخاطب في القصيدة النثرية وغير النثرية، فلا يعرف منه الكثير، إن لم أقل لا يدرك منه حتى جملة واحدة لشدة غموضه وصوره الشاعرية المعقدة .
أما في مجال الشعر الفصيح، أعتقد أن شعبنا أقرب إلى القصيدة الحرة والعمودية لبياضهما ووضوحهما ووزنهما الموسيقي، والذين يكتبون الشعر الحر والعمودي من الأهوازيين قليلون جداً .
فإن أراد الشاعر الأهوازي أن تصل رسالته إلى قرائه، وليسوا كلهم من النخبة طبعا، فعليه أن يخاطبهم بلغة يفهمونها، ويتلذذون ببلاغتها، وأن تحرك أحاسيسهم كما يتفاعلون مع الأبوذية من الشعر الشعبي .
فيا شعراءنا النثريین الأعزاء، خاطبوا النخبة بقصائدكم النثرية وأنا من هواة قصائدكم القصيرة طبعا، ولكن للشعب عليكم حق وحصة، فخاطبوه بلغة أسهل وأبيَن، وانشدوا ولو قليلا قصائد حرة وعمودية .
وإلّا ما جدوى الشعر إن لم يكن مطية لإيصال رسائل الشاعر إلى شعبه ؟!