ابنُ تموز* ..

2017-08-22
اِهداء : الى ابنةِ النبلاء الجرمان** .

 
أيقظتُها فَجْراً  وقدْ أيقظتُها   
ليلاً مراراً والأنامُ هجوعُ

 
وشربتُ منها ماءَها مُتَدَفِقاً
فخبرْتُ كيفَ تفجَّرَ الينبوعُ

 
في رعدَةٍ للأرضِ تتبعُ ومضةً   
فكأنَ ليلَ المبهماتِ سطوعُ 
 
وكأنَ بَدْرَ التمِّ رافقَ شمسَهُ  
فبدا ـ معاَ ـ للفرقدينِ طلوعُ 
 
وغصونُنا اشتبكتْ نسيجاً واحداً
اِذْ لاتبينُ أصابعٌ وجذوعُ
 
هذا الربيعُ خذيهِ عاماً كاملاً 
والباسقاتُ على مداهُ تضوعُ
 
مِن أبنِ تموزٍ تمَّيزَ عشقُهُ 
حتى أتتهُ من القلاعِ قلوعُ
 
تبغي الوصالَ فما أهانَ حبيبةً 
وهمى لتزهرَ في اليبابِ ربوعُ***
 
*في عبارة ابن تموز هنا ترميزان أو اشارتان الأشارة الأولى الى تموز اله الخصب والحب البابلي ومَن قبله ديموزي السومري ، أما الأشارة الثانية فالى عيد ميلاد الشاعر كاتب السطور المتزامن مع 14 تموز 1958 حيث خلد هذا التاريخ في أذهان أبناء منطقتنا  ـ الذين لايهتمون كثيراً فيما مضى بتدوين مواعيد الميلاد ـ وذلك لأن موعد الميلاد تزامن مع يوم ثورة 14 تموز ولأن والدي الشاعر الملا عبود الأسدي قد بعث رسالة وقصيدة تهنئة الى الزعيم عبد الكريم قاسم قائد الثورة ومؤسس الجمهورية العراقية الذي أحبه معظم العراقيين بصدق وعفوية،  فما كان من الزعيم الأ ان أرسل هدايا من ملابس وألعاب الى الوليد الجديد مع شعار ذهبي يمثل شعار الجمهورية العراقية آنذاك وهو النجمة السومرية ذات الرؤوس الثمانية . الملابس والألعاب أتلفها الأستعمال والزمن أما الشعار فلم أزل أحتفظ فيه الى الآن وأشكر عائلتي اِذْ انهم لم يفرّطوا فيه حتى مع اشتداد الحصار والقمع،  لابسبب الطمع ولابسبب الخوف . أعتذر عن اضافة هذه الملاحظات التي قد تكون مطوَّلة بيد انها ضرورية جداً لأضاءة بعض جوانب النص وعنوانه على الأخص وربطهما بالتاريخ والحدث والدافع الكتابي .

** أبنة النبلاء الجرمان التي ترد في الأهداء هي صديقة المانية لي تعرفتُ اليها في زمن الدراسة الجامعية تنحدر بالفعل من اسرة نبلاء ألمان، وهؤلاء موجودون الى الآن ولكن أمتيازاتهم ليست كما كانت قبل قرنين أو ثلاثة قرون ..

*** هذه القصيدة فكَّرتُ فيها من زمان وكتبتها في 11.05.2017 في برلين.

كريم الاسدي

كاتب وشاعر عراقي يعيش في برلين

karim.asadi777@yahoo.com

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved