بِيْ شاعرٌ عاشقٌ يهوى الحِسانَ كما
يهوى السَحابُ الجليلَ الشاهقَ العَلَما
رذاذُهُ كانَ يكفي كيْ تدومَ دنىً
وغيثُهُ فاقَ في سِفْرِ الندى الكَرَما
للهِ درُّ الذي لَمْ يدرِ : أيُّ يدٍ
تقودُ جنيَّهُ لو لامسَ القَلَما
عيونُهُنَّ لهُ النجماتُ وامضةً
في كلِّ عينٍ فؤادٌ بالودادِ سَما
حتى تخالَ الدنى بَحراً وأشرعةً
مِنْ الهُيامِ ، وروحُ الوجدِ فيهِ هَما
ورُبَّ عاشقةٍ في قلبِهِ افتتنتْ
لَم تدرِ أيَّهما قدْ أطلقَ السَهَما
ورُبَّ فاتنةٍ في عقلِهِ فَتنتْ
لَمْ تدرِ أيّهما أزرى بأيهما !!
*******
ملاحظات :
1 ـ العَلَم : اسمٌ من أسماء الجبل السامق .
2 ـ الندى : من أسماء الكَرَم في اللغة العربية ، وقد ورد أيضاً بهذا المعنى في شعر المتنبي، بالإضافة إلى معنى الندى أو القطر في الظاهرة الطبيعية كحالة من حالات الماء، وأعتقد شخصياً ان ثمة علاقة بين المعنيين لأن الكرم يصاحب الماء . ويُقال : نَدي الكفين، أي كريم .
3 ـ زمان ومكان كتابة هذه القصيدة : في اليوم الثاني من كانون الأول 2019 ، في برلين .