ذكرى طفولة فتحت عينيها على جرف نهر لم تفسده مواقف طائفية، أو عداء مستحكم نشره وأنتشر به فكر ظلامي لا يدين بولائه للوطن، بل كلٌ يغني على ليلاه!، كل هذا وغيره أدى إلى تخريب بساتين النخيل والمانجو( الهمبة ) وأشجار البرتقال والليمون الحامض الصديقة.
أما المكابس( الجراديغ ) فعند ( الصدور) جرداغ ( السادة ) وفي ( الذنايب ) جرداج ( الشيخ فرعون) ومابينهما توزعت المكابس وعشرات المرابد ( جواخين التمر)، فمنذ الفجر وحتى الغروب وعلى جانبي النهر يبسط الجميع الفرح مع رائحة ربطات الخشب المهيأ لصناعة صناديق التمر، التمر الذي كانَّ هو السفير الشريف والدائم لعشرات السنين ومفخرة العراق إلى دول العالم.
2 ـ بوابة البيت
بوابة البيت القديمة كانت من خشب الصاج القديم والمتشقق، الواجهة التي تتوج البوابة كانت من الحجر المنحوت على شكل أهلة ونجوم وأوراق ناعمة متوشحة بخواص جمالها الفائق الوصف .
ثمة أرقام وحروف مطموسة كانت في الزاوية اليسرى من الواجهة الحجرية 1876 تمام البناء.
ماذا تبقى من ذلك؟!.
لقد تجمدت الأصوات على الحجارة لتستيقظ الآن في ذاكرتي وتظهر ناضجة مع دموع ونحيب لأحلام أجهضها الطواغيت.
3 ـ ساحة العيد
على شكل قوس توزعت الألعاب، في مركز القوس سعادة الأطفال وعلى الجانبين فرحة الكبار.
خارج الساحة المآذن منهكة.. الوجوه بائسة، حتى العصافير تخلت عن غنائها!.
في الساحة عينان تتجولان بحقد وصوت يغني بنذالة، طوفان مفاجئ، الكل يبكي، لكن خارج الساحة.