دورة آل إبراهيم

2016-10-09
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/becd2922-6754-4df2-9304-bdebb0ac67b0.jpeg
تركنّا السيارة أمام بيت مضيِّفنا.. لاحظنا بقايا نخل وبيوت فقيرة وجامع، ومع رجل من أهل القرية إهتديت إلى تلك الأيام البعيدة تمكنت أخيراً من إقتفاء الأثر ومعرفة الجامع الذي بناه ( أسطة بدرعطية ) في الستينات من القرن الماضي، وقتها كانت ( الدورة ) شمساً وبستاناً يلتصق بها أهلها بصدق وحين إنتابتها المحن فرّ أهلها بعد أن أكل بعضهم الرصاص وإغتالتهم أيادي الغرباء !.
تلك هي دورة ( آل إبراهيم ) والتي أُطلَق عليها أسماً آخر فيما بعد .
كانت حركة أمواج النهر الواهب الخير والعطايا وكان الأنسان.. الأنسان الذي حمل التراب ليلتحم بالماء ولينجبا حقولاًـ  تضاهي حقول الضفة الأخرى ـ لتنجب هي الأخرى نخيلاً باسقاً وأشجاراً لفاكهةٍ مستطابة .
أما اليوم فقد ماتت المدينة بعد أن أجهز عليها مَنْ يكره البشر والضرع والشجر.
في السبعينات من القرن الماضي كان الشاعر( مصطفى عبدالله ) مدرساً للطبيعيات في ( ثانوية البحار ) وقد أرتأيت أن أدرج القصيدة إعتزازاً بالشاعر وإتماماً للفائدة .

دورة آل إبراهيم*
للشاعر
 مصطفى عبدالله
نائمة على ذراع البحر
محنية تحت سهام الريح والغبار
تصدّر البرسيم للمدينة
وتشتري الخضار..!
***
عباسُ ليس جائعاً
ولم يكن لسانه ممدّداً في الباب
لكنه منقطع بين الدكاكين التي أقفلها حياؤه والمسبحة.
***
كانوا بظل الجامع الصامت والجسر
منذ طلوع الفجرِّ
منذ زمان البحر، جالسين،
هادئةٌ
يا دورة إبراهيم
ضاربة ما بينهم والملح
يا دورة إبراهيم
لو تنزلين بينهم في الصبح..!

ـــــــــــــــــــــــ
*ـ ناحية البحار

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved