عن الشط أيضاً..!

2017-02-01
الشمس
 بدأت تشرق.. الضباب الخفيف بدأ ينقشع، ما يلمع في الذاكرة زرقة سماء البصرة وشمسها الناضجة .
أبو الخصيب في تموز/1968
هي ليست إعادة إكتشاف صداقات قديمة .. نعم جفت الينابيع وبقيت أصوات يتردد صداها داخل الروح .. أصوات أصدقائي وصديقاتي !!، كنا نتردد على( السوسة )*نصيد السمك ونستمتع بقطف( التكي ) وإلتهامه.. نغافل الفلاح ( أبا كباشي ) ونسرق( الهمبة ) وعناقيد العنب ( الكشمشي )**، بعدها ندخل النهر قتلاً للحر وإستمتاعاً ببرودة الماء فالأيام قائظة
 ونحن نتسابق للمزول إلى النهر .
كان الصيادون كثر والبواخر الخارجة والداخلة إلى قناة شط العرب تطلق أبواقها محذرة أصحاب زوارق الصيد، قد ينجح البعض في تخليص شباكه أو يلفها ( رفاس ) الباخرة .
صيد ( الصبور ) ـ تلك الأيام ـ كانَّ غزيراً وشباك الصيد تغطس للقاع مما يضطرهم إلى تقطيع أوصال الشبكة ( الهيالة ) كي يسهل رفعها والكميات الكبيرة التي ضاق بها سوق القضاء تم بيع القسم الأكبر منها لأصحاب بساتين النخيل كسماد .
كان الناس في تلك الأيام مزدحمين بتفاصيل الحياة المباشرة ولا وقت لديهم لتأجيج الإختلافات !!.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ـ  أحد البساتين على ضفاف شط العرب كتبت عنه ـ
 أكثر من مرة ـ سابقاً .
**ـ نوع من العنب حباته ملتصقة تترك أثراً حين فصلها
 عن بعضها، تُقطف الأنواع الأخرى ويُترك هذا النوع لأصحاب البستان

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved