الشمس
بدأت تشرق.. الضباب الخفيف بدأ ينقشع، ما يلمع في الذاكرة زرقة سماء البصرة وشمسها الناضجة .
أبو الخصيب في تموز/1968
هي ليست إعادة إكتشاف صداقات قديمة .. نعم جفت الينابيع وبقيت أصوات يتردد صداها داخل الروح .. أصوات أصدقائي وصديقاتي !!، كنا نتردد على( السوسة )*نصيد السمك ونستمتع بقطف( التكي ) وإلتهامه.. نغافل الفلاح ( أبا كباشي ) ونسرق( الهمبة ) وعناقيد العنب ( الكشمشي )**، بعدها ندخل النهر قتلاً للحر وإستمتاعاً ببرودة الماء فالأيام قائظة
ونحن نتسابق للمزول إلى النهر .
كان الصيادون كثر والبواخر الخارجة والداخلة إلى قناة شط العرب تطلق أبواقها محذرة أصحاب زوارق الصيد، قد ينجح البعض في تخليص شباكه أو يلفها ( رفاس ) الباخرة .
صيد ( الصبور ) ـ تلك الأيام ـ كانَّ غزيراً وشباك الصيد تغطس للقاع مما يضطرهم إلى تقطيع أوصال الشبكة ( الهيالة ) كي يسهل رفعها والكميات الكبيرة التي ضاق بها سوق القضاء تم بيع القسم الأكبر منها لأصحاب بساتين النخيل كسماد .
كان الناس في تلك الأيام مزدحمين بتفاصيل الحياة المباشرة ولا وقت لديهم لتأجيج الإختلافات !!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ـ أحد البساتين على ضفاف شط العرب كتبت عنه ـ
أكثر من مرة ـ سابقاً .
**ـ نوع من العنب حباته ملتصقة تترك أثراً حين فصلها
عن بعضها، تُقطف الأنواع الأخرى ويُترك هذا النوع لأصحاب البستان