المساءاتُ بيتُ المسافرِ
حين يحنُّ إلى أهلهِ الغائبينْ .
والمساءاتُ غيمٌ كثيفٌ
يذوّب ُدمعاتَهُ في جرارِ الأنينْ .
* * *
المساءاتُ صمتُ وجوهِ النساءِ اللواتي
بكينَ على عتباتِ البيوتْ ..
_ شاخصات ٍإلى أفقٍ من سكوتْ _
أعيناً أغمضَ الموتُ أجفانها المتعبهْ !
فإذا ذبلت زهرةُ الشمسِ خلف َالمغاربِ
أطبقنَ أجفانهنّ على نغمِ الحزنِ
يمتدُّ بين القلوبِ كصوتٍ صموتْ ..
وإذا هبّتِ الريحُ في الليلة الناعبهْ ..
غبنَ ، لم يبق منهنّ غيرُ تماثيلَ مشبوحةٍ
وظلال تموتْ !
فالعيونُ الحزينةُ
تشخص ُفي ظلمةِ الموتِ
سائلةً أوجه الغائبينْ
بعد ليلِ الأسى أن تبينْ !
والمساءات ُمأوى الغريب
إذا أطفلتْ روحه بالحنينْ
* * *
فامنحيني مراثيكِ في الليلِ
يا أمّيَ الراهبهْ !
دثّريني بشلالِ شعركِ
عند الهجوعْ !
لأسهو قليلاً عن الموتِ تحت السواد الحميمْ
فغدائرُ شعركِ في الليل عرزالُ غيمْ
دثريني لأسكرَ نفسي برائحةِ الحزنِ
حين تغنّينَ عند المغيبِ أساكِ الطويلَ
على حسرةٍ ذاهبه ْ !
* * *
فالمساءاتُ منأى الذين يموتونَ
قبلَ الأوانْ !
والمساءاتُ مأوى الذين يعيشونَ أغربةً ،
( فاقدينَ الأمانْ )
.. شوقُنَا للبكاءِ على من نحبّ ،
انتحابةُ أرواحنا المستباحةِ
قي لحظاتِ الأسى والكآبهْ !
ومن القلبِ يصعدُ صوتُ العذاباتِ
يشكو عذابهْ ..
وعلى الصدر يغفو الحنانْ .
فالمساءاتُ كهف ُالمسافر
حين يحنُّ إلى صوتهِ في الكمانْ