من المعلوم للجميع ان نمو صناعة السياحة يعتمد على الإستقرار والتضامن الدولي.لذلك اهتمت السياحة دائما علي إعطاء الأولوية للبشر ولرفاهيتهم .
وكان قرار إلغاء معرض برلين هذا العام لأسباب تتعلق بانتشار فيروس كورونا دليلا قويا علي أن السياحة تتحمل مسؤوليتها في إعطاء الأولوية للإنسان .
فالسياحة هي واحدة من أهم القطاعات الإقتصادية في العالم . كما أنها محرك وشريك رئيسي وفاعل في التنمية المستدامة، وهي تقدم الدعم للملايين من البشر حول العالم .
وكان قرار إلغاء معرض برلين هذا العام لأسباب تتعلق بانتشار فيروس كورونا دليلا قويا علي أن السياحة تتحمل مسؤوليتها في إعطاء الأولوية للإنسان .
فالسياحة هي واحدة من أهم القطاعات الإقتصادية في العالم . كما أنها محرك وشريك رئيسي وفاعل في التنمية المستدامة، وهي تقدم الدعم للملايين من البشر حول العالم .
وتواصل منظمة السياحة العالمية العمل مع المنظمات الدولية بما في ذلك منظمة الصحة العالمية لضمان مواجهة قطاع السياحة لهذا الوضع الخطير بطريقة عقلانية . ومسؤولة .
وفي الوقت نفسه، تقف منظمة السياحة العالمية على أهبة الإستعداد لتقديم الدعم لأعضائها الذين يعملون علي تسخير قوة السياحة لدفع النمو الإقتصادي والإجتماعي .
بيد أن العالم كله يقف عاجزا أمام الإنتشار السريع لفيروس كورونا ويبدو ان كل المحاولات الان لتفادي التراجع الإقتصادي قد لا تجدي نفعا .
فالعالم الآن ولأول مرة لا يلتفت الي التبعات الإقتصادية والخسائر المتوقعة والتي قد لا تستطيع بعض الدول تحملها، كما أن كل النظريات معروضة علي الطاولة.
بعض الدول تري عدم جدوي نظام العزل وعلتهم في هذا ان إيطاليا سبقت العالم وقامت بالعزل إلّا أن الفيروس مازال ينتشر بسرعة، ومنهم من يري ضرورة فرض حظر تجول كامل علي مدار اليوم ومنهم من يري ضرورة ترك الشعوب تتحرك بحرية مع بعض القيود والإحتياطات التي قد تحد من سرعة انتقال العدوي .
وما بين هذا وذاك مازال العالم في حيرة واعتقد ان أحد أسباب هذه الحيرة هو كثرة وتعدد البيانات خاصة الصادرة عن الدول التي كانت بمثابة قبلة العلم والعلماء . فإذ بنا نري هذه الدول لا تستطيع حتي توفير اقل درجات الرعاية لمرضاها مما طرح أسئلة عديدة حول حقيقة امتلاك هذه الدول للتقدم الطبي والعلمي .
ومع تفشي الوباء انهارت قطاعات عديدة وتحولت أحلام الفقراء إلى كوابيس فمن يستطيع استيعاب ملايين العمال بالسياحة علي سبيل المثال ممن فقدوا وظائفهم .
ومنظمة السياحة العالمية تحاول إصدار بيانات متبادلة مع نظيراتها من أجل تخفيف حدة الصدمة العالمية مع نشر عدة توصيات خاصة بالتوعية إلا أن دورها الآن لابد أن يتمحور حول كيفية مساعدة اكثر الدول السياحية تضرراً .
توعية المجتمع بخطر كورونا ليس من صميم أعمال المنظمة السياحية العالمية وانشغالها بعقد اللقاءآت المشتركة مع المنظمات الدولية لن يعود بشيء يذكر علي القطاع السياحي، لذلك نري ضرورة تفعيل بنود الطوارىء التي وردت في مذكرة تأسيس المنظمة والتي نصت صراحة علي دعم الدول حال حدوث الكوارث الطبيعية حتي يتسني لها مواجهة هذه الكوارث .
وهنا يعاد طرح السؤال بشكل مباشر وهو: اي الدول بحاجة إلى المساعدة المادية فكل دول العالم في الواقع تحتاج إلى هذه المساعدة بعد أن أوشكت اقتصاديات الدول غنيها وفقيرها على الانهيار؟
يبدو أن المشهد معتم والخروج من هذا الوضع يحتاج إلى معجزة فالمنظمة لا تمتلك الأموال الكثيرة التي من خلالها تستطيع دعم هذا العدد الكبير من الدول، لذلك يجب عليها أن تضع خطط سريعة ودراسة الموقف دراسة موضوعية لاتخاذ خطوات جادة في هذا الشأن .
لقد فقد العالم الثقة في الكبار والذين تصدروا المشهد العالمي طيلة عقود طويلة حتي انكشف المستور وتأكدت نظرية الأنانية المفرطة، وتخلي الجميع عن حلفائهم حتي اضطرت دول صناعية كبري ان تطلب المساعدة من دول كانت تعد حتي ايام قليلة مضت من الأعداء، أو علي أقل تقدير من الدول التي لا تربطها بها علاقات متينة . فدولة مثل إيطاليا اتهمت الإتحاد الأوروبي صراحة بالتخلي عنها لذلك فتحت أبوابها للأطقم الطبية الصينية والروسية في وقت كانت تنتظر فيه تدخل دول أوروبا والولايات المتحدة لتقديم يد العون .
خلاصة القول أن السياحة قد انهارت عالميا وتوقفت توقفا تاما لأول مرة في التاريخ وتم تسريح ملايين العمال مع انشغال تام من الدول بمحاربة الفيروس وعدم وجود آلية لمعرفة كيفية احتواء هذه الملايين من البشر .
كان الله في عون الجميع وحفظ الله البشرية وتحية إكبار وإجلال لأطباء العالم في كل مكان .