
أشتاق للأرغفة التي
تصنعينها من يديك
للشاي الذي
تصنعينه من يديك
لكل طعام يولد من يديك
أريد نسخ الزمن
بعث الماء من مائه الآسن
نفخ الروح في صور الأمس
مهما كان الثمن
كان الأمس فراشات أطاردها
غيمات تائهة في السماء
وكنت أيضا أطاردها
ثم أضحك مع نفسي
إذ هي في عليائها
تنسجم مع ضحكي
و تهرول في مدارات الفلك
واليوم...
أضحت هذي الغيمات سوداء
فأنستني أمسي
واصطبغت بالأحزان
و الأشجان
و لبست أقنعة اليأس
و أثواب الحرمان
و اليوم
أعمى عيوني ضوء المدينة
و غاب عني منظر الحقول
و غيوم كنت أطاردها
و اختفى طوق سنابل
كنت أزين به صدري
وقت الظهيرة
و تناثرت عقود الزهور
و تطايرت
لطالما شممتها
لطالما تركتها في سكينة
تدغدغ جبيني
و اليوم...
أرى من غرفتي في الطابق الخمسين
حشرات مبرمجة
و هي تسعى بين شوارع المدينة
و تتسلل إلى نافذتي في الطابق الخمسين
شمس قاسية
ينتابني العطش
فأبحث عن ماء نظيف
و لا أجد
اختنق
فأبحث عن الهواء النظيف
ولا أجد
قريبا انتعش
فلأكتف بزهرة
أرفع إلى أنفي واحدة
أشمها
فإذا هي باردة
بلا رائحة...
* أديب و أستاذ جامعي
amrimahdi@yahoo.fr