السبت، الأول من كانون الثاني2012 ظهراً، والثلج على أشده في شوارع المدينة وأزقتها ودرجة الحرارة منخفضة إلى سبع درجات تحت الصفر، لكن القادمين إلى الصالة الفنية في مكتبة مدينة (يعقوب بيري) في العاصمة السويدية ستوكهولم، لمشاهدة المعرض الفني لخمسة من الفنانين العراقيين في السويد يتصاعد عددهم، فبين حركة المهتمين ونغمات عطور المهتمات المتمهلات بالنظر للوحات الفنانين المنتمين إلى بلاد الحرب ـ ولادة وتجربة ـ والمقيمين في السويد البلد الذي أضاف إلى تجاربهم الكثير لذا فأن تعبيرهم الفني جاء عميقاً وإيقاعتهم رصينةً، كلٌ منهم قاموسه مليء بالتراكمات، لكنهم دائمو البحث، إنهم ـ فقط ـ ناس مبدعون.
الفنان فرهاد سعيد
توقفت أمام أعماله ولم أساله ، أشار إلى الشهب كانت حادة ونافذة، يؤكد الفنان فرهاد : إنها رؤية جمال داخلي، وداخلي يبدأ بالضوء، مكملاً بلغة صوفية : أعترف بأن الرسم يساعدني على تخفيف الآلام التي يأتي بها الفراغ للروح والجسد.
الفنان ياسين عزيز علي
بالصبر الجميل والمهارة والخبرة إستطاع الفنان ياسين أن يكمل ما بدأ به سابقاً ثم هذا التناسق في عمله لم يأت من فراغ فتموج الحركة والخطوط المطواعة تقنع المشاهد بجمال الأعمال التي ينقلها ويركبها ويعيد تركيبها، إنّ أكثر ما يملأ النفس بالرضى هو نظافة اللون لدى الفنان.
الفنان عباس العباسي
على جدار لوحته حفر أجزاءاً من قصيدة الجواهري الخالد بدأها بحرف الحاء مع تكرار لكلمة دجلة، ومع التحديق بزخرفة الحروف ينتاب المرء إحساساً بأنه محاطاً بالمطلق .
ما فعله الفنان عباس مهارة رائعة فمع الحركة اللينة والإنسيابية سحرنا بعمله ففخرنا ببراعته.
الفنانة آشنا أحمد دولت
دائماً ذاكرتها منتصرة، تمنحنا المتعة وتقربنا من السعادة.
قالت الفنانة آشنا عن أعمالها : إنها الوسيلة الاكثر تواضعاً لإسعاد نفسي والآخرين.
فحين تُحرَق الأشجار المثمرة وتُمحَق القرى والضياع تحلم بمدينتها الفاضلة تطل من خلال شرفات ونوافذ قصورها لترى النهار يزداد ألقاً فتزداد أملاً، إنها القادرة على مد الجسور وتثبيت المدن في الذاكرة والضمير.
الفنان شاكر بدر عطية
أما هذا الكتاب المتنوع والذي لا ينتهي، فمنذ ولعه الأول بطين النهر عند حافة بيتهم المتواضع إلى إنبعاث الخطوط المرئية وهي تؤطر كل ما ينزلق فوق سطح اللوحة، تتداخل الالوان لتصل إلى تحويل العالم ـ كل العالم ـ إلى داخله!.
أعماله تتميز بعضها عن بعض، تنفصل .. تقترب.. تبتعد .
الفنان شاكر أصبح أكثر صفاءاً ..أكثر بريقاً، يذوب بألوانه ويعبّر مبتسماً: كم نحن بحاجة إلى ترياق ضد كثير من السموم.
واخيراً، فمع حرارة الحياة وهي تنسكب ببطء فوق العالم، تذوب الألوان في منفاهم، فأسمع ـ هكذا يبدو لي ـ خفق الفرشاة على سطح اللوحة وبلمسات خفيفة لتحويلها إلى " أعمال تدشنها العيون عن قرب".