تباهى ..
لأنكَ في غُربةٍ
ليسَ فيها سواكَ رسولُ
وكلّ النساءِ تراهُنّ حورا
أتينَ ولمْ يعْيَهنَّ الدخولُ
فلا الليلُ يَبكي الظلامَ
ولا يجعلُ الشمسَ حَزنى الأُفولُ
وغنّي بها ما تشاءْ
فلستَ بأرضٍ
يُحرَّمُ فيها الغناءْ
وعِشْ بين رقصِ الزهورِ
وهمسِ الهواءْ
فما غيرُ عزفِ النسيمِ ابتهالا
ولا كانفتاحِ الورودِ دُعاء
وكنْ أيُّها القلبُ مثلَ الثُريّا
فأنتَ الجميلُ
يحارُ الذي لا يرى منكَ غيرَ الضياءْ
وإنْ حُجِبَتْ عنكَ بعضُ الخبايا
فذاكَ لأنّ الخبايا هراءْ
وعِشْ في اغترابٍ
يعيدُ الحياةَ لأصلٍ بعيدْ
لترحلَ فيهِ ..
بلا مرشدٍ أو عميدْ
يُريكَ الوصايا
فلا حاجبٌ ينتضي الشرعَ سيفا
ولا حاقدٌ همّهُ أن يعدّ الخطايا
بلادي..
ربيعُ الفصولْ
وبضعةُ حبٍّ تنيرُ الحنايا
ووخزُ الضميرِ إذا عارَكَتْني
ولُغزُ الحنينِ برُغمِ الرزايا
بلى ..
حُبُّها لا يُضاهى
فهل يرسَخُ الحبُّ إنْ رافَقْتهُ المنايا
وهل ينفعُ العطرُ إنْ شمُّهُ
يوردُ النفسَ آها .. وآها
غريبٌ .. أنا .. مثل طيرِ الثلوج
أحومُ بعيدا
وأرنو بعيدا
ولكنّ مأوى جناحي البروج
أراني زها فوقيَ النجمُ
من غيرِ مِنّةٍ
منْ دعيٍّ رأى النجمَ أسْنى ..
فتاها ..
***