لاتسلْني عن مبتغايَ ودربي 

هدفي أنْ أجاورَ المتنبي **

 

أربطُ الرافدينِ بالنيلِ غَرْباً

وبنهرِ الدانوب والمسيسبي

    

ثمَّ شَرْقاً الى بطاحٍ أقلَّتْ

كنجَ جودٍ من منبعٍ لمصبِ ***

      

سوفَ ألقى طاغورَ يسمعُ منّي

بنهى شاعرٍ وروحِ  محبِّ

    

وبكبرِ الوجودِ يصبحُ وجدي

كي يكونَ الوجودُ داراً بقلبي

    

سألوني: مَن أنتَ ؟ قلتُ كريمُ

أسديٌ، حبُّ العراقِ سرى بي ****

     

ليصيرَ الزمانُ طوعَ بناني

وتكونَ الأكوانُ حقلاً بِجنبي

     

أقطفُ التمرَ من نخيلِهِ حيناً

ثم حيناً أهدي الى الناسِ عنبي

     

وتحطُّ الغيومُ قربَ دياري

عند بَحري من كلِّ ركبٍ وسربِ

    

ثم تسمو بُروقُها في الأعالي

والرعودُ الوعودُ أصداءُ صحبِ 

   

عبروا نحو عالَمٍ مِن غموضٍ 

ومضوا ، وشبابُهمْ لمْ يشبِّ

      

بيَ ألفٌ من الهمومِ جبالاً  

أعتليها فتصبحُ الشمسُ قربي

      

ثم تأتي النجومُ نجماً فنجماً

مهرجاناً لكي تضيءَ بِحُبّي

 

لا تسلْني عن اِبتغائي  ودربي   

هدفي أنْ أجاوزَ المتنبي  

*زمان ومكان كتابة هذه القصيدة : برلين ، في التاسع عشر من آب 2017 .

**للمتنبي الذي ضايقه وأزعجه الحاسدون والصغار بيتُ من الشعر يقول :

يقولونَ لي ما أنتَ في كلِّ بلدةٍ

وماتبتغي، ما أبتغي جلَّ ان يسمى

*** المقصود هنا نهر الكنج في بلاد الهند واشارة الى حضارات الأنهار ـ دجلة والفرات والنيل ونهر الكنج والأمازون والمسيسبي مثلاً ـ اصل الحضارات البشرية .

**** هناك مجموعة من المخلوقات من كارهي الأبداع والمبدع، ومن المدَّعين برعاية الثقافة عن طريق النوادي والمنتديات والجاليات والأحزاب كما خبرناهم في الغربة ومن قَبْل في الأوطان ممن يسألون دائماً سؤالَ : مَن أنت، وهم يستكثرون على المبدع أبداعه ويحاولون قطع الطريق عليه .. وهذا السؤال ورغم أنه في صيغة المُخاطَب يُسأل حتى في غياب المبدع في جلسات النميمة والغدر والتآمر على المبدعين من أبناء أوطانهم وأُمَّتهم .. ياللمفارقة ان المتنبي وقبل ألف عام تقريباً قد واجه نفس السؤال ...