الأهداء : الى زميل دراستي وصديق طفولتي وشبابي أخي الحبيب كريم حيدر السيد طاهر، حفيد السيد طاهر الموسوي  صديق جدي ..

 

لَكَم أنا حزين  لأنني لم أرك أيها الجَد !

ـ لا أمتلك أي صورة لك فما كان لكم عهدٌ بالكاميرات حينذاك، فالذكريات هي كاميراتكم ـ

الا ان أبي كان يخبرني دائماً عنك

كان يقول انك وسيمٌ وطويلٌ وأسمر

وأن عينيك الواسعتين حادتان ورائعتان

وأنك غالباً ماتحملُ أعشابك وتراتيلك الى مرضى القرية والمناطق المجاورة 

وقد قرأ عليَّ أبيات شعرٍ لك لم أزل أحفظها على القلب

كنتَ قد تبادلتها مع بدر الرميض  2   

وأعاد عليَّ أكثر من مرَّة انك أهديتَ جواداً ثميناً الى صديقك السيد طاهر

الا انه كان يخبرني دائماً عن ديدنٍ رافقك

حين تعتكفُ في المضيف دون سببٍ بين فترة وثانية   3  

وتنقطع عن الكلامِ وعن معاشرةِ البشر،

لتخلو الى نفسِك  

أذكرك كثيراً ايها الجد،

وأحنُّ اليك حنيني الى البدء والأبدية

وأنا هنا في غربتي أتكلمُ اللغات التي تسميك بالأب الكبير 4

أربع ملاحظات : 

1 بدر الرميض : هو شيخ عشائر بني مالك في عموم العراق وأحد قادة ثورة العشرين ومن الرموز الوطنية في تاريخ العراق الحديث، كتب عنه المؤلفون والضباط الأنجليز الذين كانوا في العراق أثناء فترة حياته الكثير من المقالات والكتب اعجابا بشخصيته واعترافاً بشجاعته وبسالته  ..كما عُرف عنه الكرم وقول الشعر.

 2  المضيف : هو بيت الضيافة الشعبي العراقي تُعقد فيه أماسي الشعر وتُناقش فيه المسائل المهمة وفيه يحاول الحكماء حل المشاكل أو مجابهة الأخطار  ..

3 في الألمانية  تعني كلمة الجد ـ   Großvater ـ الأب الكبير مثلما في الأنجليزية والفرنسية أيضاً  .

 4 كتبت هذه القصيدة مع الملاحظات الثلاث السابقة في بداية التسعينيات ونشرتها آنذاك جريدة القدس العربي اللندنية، وها أنا أضيف اليها الآن الأهداء مع هذه الملاحظة حيث يمكن للشاعر ان يهدي نصوصه لمن يشاء ومتى يشاء وخاصة اذا كان لم يسبق له ان أهدى قصيدته الى أحد من قبل .