للتأليف الآلي أنواع لها قواعدها وأنظمتها . ومن هذه الأنواع ما هو عربي الأصل وهي :
1- الدولاب أو القد
2- المقدمة أو الإفتتاحية
3- القطع الوصفية أوالتصويرية
4- قطع الرقص
5- التقاسيم
ومنها ما هو تركي الأصل وهي :
1-البشرف
2-السماعي
3-التحميلة
4-اللونغة
5-المربع والمخمس
ومنها ما أخذ عن الغرب وهي :
1-المارش
2-البولغة
3- المازوركة
4- الفالس
وسنأتي على شرح كل من هذه الأنواع .
1- الدولاب أو القد:
الدولاب كلمة عربية وتركية تطلق على قطعة موسيقية صغيرة تسمى أيضاً إستهلال ، أي مقدمة تستهل بها الأدوار والقصائد وغيرها من أنواع القطع الغنائية .ويطلق اسم الدولاب أيضاً على النغم الذي يدور على نفسه بتكرار وإعادة . أما كلمة ( قد ) فقد جاء في القاموس أن القد هو ما ينظم كلاماً فصيحاً على وزن الأغاني . والموسيقيون في مصر يسمون بعض الدواليب ( قد ) ولا يعرف سبب لذلك ، مع أنه لا فرق بين ما يسمونه ( قد) وبين الدواليب الأخرى .
يتألف الدولاب من قطعة موسيقية رئيسية قصيرة ( جملة ) ذات موازين بسيطة 4/2 - 4/3 ولنشير عليها هنا بالحرف ( أ) ، وجمل أخرى قد تكون بشكل جنسها الموسيقي أو تتلون أجناسها وموازينها أو تقاسيم تعود في النهاية إلى السلم الرئيسي للدولاب . فإذا أشرنا إلى هذه الجمل بالأحرف ( ب ) و ( ج ) و ( د ) يكون تأليف الدولاب وعزفه كالتالي :
أ- ب- أ - ج - أ - د - أ
وهذا الشكل قريب الشبه جداً إلى تأليف الروندو في الموسيقى الغربية .
2- المقدمة أو الإفتتاحية :
وهي قطعة موسيقية تعزفها الآلات قبل القطعة الغنائية المصنوعة لها ، وتستعمل أيضاً في المسارح قبل الفصل الغنائي التمثيلي . وهي على أنواع مختلفة ، منها ما يشبه الدولاب من حيث صغر حجمه وميزانه وتركيبه وباقي شروطه وأوصافه ، وقد تكون غير موزونة. وهي محدودة الطول والتنوع بالموازين والأجناس الموسيقية ، ويرتبط سلمها الموسيقي بسلم بداية القطعة الغنائية التي تتبعها . وقد تطور شكل المقدمة تدريجياً ، فبعد أن كان جملة قصيرة جداً في العقود الأولى من القرن العشرين ، مثل مقدمة أغنية ( يا جارة الوادي ) للموسيقار محمد عبدالوهاب وغيرها تطورت إلى مقدمات طويلة تشتمل على الجمل الموزونة ( م ) وغير الموزونة ( حرة- ح) فيكون التأليف إما ( ح- م ) أو ( م- ح ) أو ( ح- م- ح ) .
ويمكن للقارئ أن يستمع إلى مقدمات للقصبجي أو أغنية ( على عودي ) و ( الأطلال ) وغيرها للموسيقار رياض السنباطي . كما يمكن الإستماع إ لى إفتتاحية مسرحية ( أيام فخر الدين ) أو (مسرحية ميس الريم ) للرحابنة .
3-القطع الوصفية:
هي قطعة موسيقية تعبر عن حالة من الإنفعالات النفسية كالفرح والحزن والشوق والعتاب و ... الخ . أو لتمثيل بعض الظواهر الطبيعية كالعاصفة أو الشروق .... الخ أو تقليد لبعض الحيوانات مثل البلابل والخيول وغيرها .
وتأليف هذا النوع من الموسيقى غير مقيد بإسلوب أو ميزان ، بل يعتمد على إمكانية المؤلف بالتعبير عن مضمون اسم القطعة الموسيقية حسبما يتخيله . وهو أكثر المؤلفات تجريدية في الموسيقى ،لأنه ليس بالضرورة أن يكون إحساس السامع مطابقاً لمضمون اسم القطعة .
ويمكن للقارئ الاستماع إلى القطع الموسيقية لأحمد فؤاد حسن أو محمد عبدالوهاب .
4-قطع الرقص:
للرقص قطعة موسيقية تعزفها آلة موسيقية واحدة أو آلات متعددة . وتكون هذه القطعةغالباً بدون غناء ، وقد يصحبها غناء يمثّل بمعاني كلماته تلك الرقصة المعنية . وللرقص صلة وثيقة بالموسيقى . وجاء في الأساطير " كان أوزيريس إله الموسيقى يحب السرور والموسيقى والرقص ، إذ كان له فرقة من الموسيقيين بينهم سبع بنات من أفضل النابغات في فروع هذا الفن، وقد أطلق اليونانيون عليهن فيما بعد ( الآلهة السبعة للفنون الجميلة ) ، وأسموا كلاً منهن(موسه) ومنها جاء أصل اشتقاق كلمة (موسيقى ) . وجاء في دائرة المعارف للبستاني في المجلد الثامن ص 657 أن الرقص نشأ عن أسباب دينية , وكان المصريون يرقصون في أعياد العجل( أبيس) والهنود في هيكل بوذا . واهتم العرب قديماً بالرقص في المواسم والأعياد والمآتم والحروب .
وهكذا نرى أن الرقص منذ القدم إلى يومنا هذا وعند جميع الأمم كان فناً جميلاً أدركوا مزاياه فأسعدوا به مجالس أنسهم وأحيوا به مسرات حياتهم غير مسرفين ولا مفحشين ، بل كسبوا المتعة وصانوا الحياة .
تتنوع قطع الرقص مع تنوع الرقصة نفسها ، وتتناسب مع حركاتها من حيث لبساطة الميزان وسرعته مثل موسيقى الرقصات الشعبية المختلقة . وقد يكون ميزانها مركباً مثل موسيقى رقص السماح .
ويمكن للقارئ الاستماع إلى موسيقى رقصة البمبوطية أو الرقصة العربية أو شرح حضرمي أو السماح .
5-التقاسيم:
وهي تأليف آلي مرتجل تشبه في طابعها وأسلوبها الارتجال الغنائي بكلمات ( يا ليلي يا عيني). وهذا النوع من التأليف صعب ، يحتاج إلى معرفة تامّة بالسلالم الموسيقية وتحليلها والأجناس المتداخلة فيها وكيفية الانتقال من سلم إلى آخر عن طريق الأجناس المتداخلة التي يتميز بها كل سلم . أما التقاسيم على الميزان الثابت ، فإضافة إلى ذلك ، تحتاج إلى حسٍ عالٍ بالإيقاع .
وتدل التقاسيم في موسيقانا العربية ، والتي تنفرد بهذا النوع من الموسيقى ، على براعة ومقدرة العازف وخبرته ، وهي مقياس مهارته في التأليف الآني .
تكون التقاسيم في الغالب حرة ( بدون ميزان ) وأحياناً تكون جملاً غير موزونة يرافقها خلفية إيقاعية موزونة ، أو أن تكون موزونة الجمل الموسيقية ، وهي أصعب أنواع التقاسيم .
يمكن للقارئ الاستماع إلى تقاسيم على العود ل( محمد القصبجي ) أو على القانون ل( عبده صالح ) أو على الناي ل( عبدالسلام سفر أو سيد عبدالله ) .
ومن أكثر أنواع التأليف الآلي التركي الأصل والمتداول في الموسيقى العربية بشكل واسع هو السماعي واللونغه .
والسماعي قطعة موسيقية تتكون من خمسة أجزاء يتألف كل منها من 4 أو 6 أو 8 جمل موسيقية
يسمى الجزء الأول ( الخانة الأولى ) ويسمى الجزء الثاني ( التسليم ) أما الأجزاء الأخرى فتسمى ( الخانة الثانية ) و ( الخانة الثالثة ) و ( الخانة الرابعة ) . ويزف ( التسليم ) بعد كل خانة. يسمى السماعي عادة باسم سلمه الموسيقي ويؤلف على ميزان ( السماعي الثقيل أو الأقصاق سماعي 8/10 ) عدا الخانة الرابعة التي تؤلف على ميزان ( سنكين سماعي 4/6 أو سماعي دارج 8/6 أو سربند 8/3 أو دارج 4/3 وأحياناً 4/2 )
ويتغير جنس الخانة الثانية والثالثة عن السلم الأساسي للسماعي .
ويمكن للقارئ الاستماع إلى سماعي بيات ل( ابراهيم العريان )
أما اللونغه فهي قطعة موسيقية تشبه بعض الشيء السماعي ولكن بصورة مصغرة . وهي تقوم مقام المقدمة عند الأتراك .
تؤلف اللونغه غالباً على ميزان الوحدة البسيطة 4/2 وأحيانا على موازين قصيرة 8/3 ، 4/3 ، 8/6 ، 4/6 ، 4/4 . ويميل الميزان إلى السرعة دائماً ، أما لحنها فله سلم أساسي ولكنه يتميز
بالانتقال بين أجناس متعددة ويحوي دائماً تكنيكاً عالياً وقفزات واسعة لاستعراض إمكانيات العازفين .
يمكن الاستماع إلى لونغه كرد ل( محمد رجب ) أو لونغه فرحفزا ل( علي الدرويش ) .