ينسب اختراع السنطور إلى المغني الفارسي ( الفلهيد ) ، وقد دخلت هذه الآلة بغداد أواخر عهد الدولة العباسية . رغم أن العازف والعالم الموسيقي المشهور ( صفي الدين الأرموي ) الذي عاش أواخر الدولة العباسية وشهد سقوط بغداد ومات سنة 1294 ميلادية ، لم يذكر في مؤلفاته شيئاً عن السنطور ولا عن المخترع . ويقول ( فارمر ) عن آلة السنطور بأنها كانت تسمى في مصر في القرن الخامس عشر ( القانون ) ، وكانت تسمى في سوريا ( السنطير ) ، إذ كان الاسمان يطلقان على آلة واحدة في القرن الخامس عشر ، ولكن ذكر الآلتين في مصر عام 1520 م يدل على انهما كانتا متنيزتين الواحدة عن الأخرى .
والسنطور أيضاً نجده في القطع الفنية الأوربية ، حيث نراه مستطيل الشكل ذا أربعة أوتار . وقد ذكر ( فارمر ) بأن الآلة الوترية الأوربية المعروفة باسم ( ECHIGUIER ) هي مشتقة من الكلمة العربية ( الشقرة ) أو (المشقر ) وهي آلة وترية ذكرها ( الشقندي ) المتوفى عام 1231 م من ضمن الآلات الموسيقية التي كانت معروفة في الأندلس . وسار على هذا الرأي الباحث الألماني المشهور ( زاكس ) حيث قال : ( من الثابت أن جميع آلاتنا الموسيقية مصدرها الشرق . وقد انتقلت إلى أوربا بأكثر من طريق . والآلة الوحيدة التي كانت تعتز أوربا بأنها من مبتكراتها هي آلة البيانو . ولكن ثبت أيضاً أن مصدرها عربي أندلسي . فإن أقدم لفظ أوربي أطلق على هذه الآلة في اللغات الفرنسية والإنكليزية والإسبانية هو ( ECHIGUIER ) وهو اللفظ العربي (الشقير ) . وكان يطلق على آلة صغيرة ذات مفاتيح سوداء وبيضاء على التوالي حتى القرن الرابع عشر .
وتعتبر هذه الآلة إحدى الحلقات الأولى التي تطورت منها البيانو .