حديث عن الموسيقى/الآلات الوترية ذات القوس .

2013-06-23
الآ//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/2eba03ec-a10f-40da-b67a-981a40d594c2.jpegلات الوترية ذات القوس .
يعتبر استعمال القوس في العزف على الآلات الوترية بداية عصر جديد في تاريخ الموسيقى ، وتطوراً هاماً من الناحية الفنية الموسيقية . لأن الصوت بفضل استخدام القوس يأتي ممتداً ومتّصلاً .
إن أقدم إشارة تاريخية لاستعمال القوس تعود للفارابي ( منتصف القرن العاشر ) إذ يقول عند كلامه في ( الوجه في استخراج النغم من الآلات المشهورة ما يلي :( ومنها ما يحدث النغم بأن يجر على أوتارها أوتار أخر أو نا يقوم مقام الأوتار ) . كما إن استعمال القوس في العزف على بعض الآلات الوترية قد ورد في مؤلفات علماء آخرين مثل ( ابن سينا ) و ( ابن زيلة ) في النصف الأول من القرن الحادي عشر ، وابن زيدون في القرن الخامس عشر الميلادي . وقد انتقل القوس والآلات التي تستخدمه إلى أوربا في بداية القرن الحادي عشر الميلادي .
واختلف الباحثون في تحديد الموطن الأصلي للقوس . وظهرت في ذلك عدة نظريات وآراء منذ القرن الماضي . فجعل الباحث ( FETIS ) من شمال أوربا موطناً للقوس ، وقال آخر إن الشرق هو موطن القوس . ثم غيّر ( FETIS ) رأيه معتبراً الآلة الهندية الوترية المعروفة باسم ( رافاناسترون RAVANASTRON ) الأم والأصل الذي تطورت منه الآلات الغربية ذات القوس ، وقال إن القوس قد انتقل من الهند عبر إيران والبلاد العربية إلى أوربا ، وقارن كذلك ( الرباب والكمنجة ) بالآلة الهندية المذكورة .
وسرعان ما انتشر هذا الرأي بين الباحثين الموسيقيين في أوربا وخارجها ، فنجد مثلاً في كتاب الدكتور (الحفني)حيث كتب من دون ذكر المصدر قائلاً :
( أقدم آلة وترية وقع عليها بالقوس في تاريخ العالم كله هو آلة هندية قديمة يرجع عهدها إلى أكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد تسمى ( RAVANASTRON ) وكانت ذات وترين أو ثلاثة ) . وكذا أكّد غالبية الباحثين الأوربيين هذه النظرية .


الرباب والجوزة
أطلق العرب لفظة ( رباب ) على عدة أنواع من الآلات الوترية ذات القوس ، شأنهم في ذلك شأن الفرس الذين أطلقوا لفظة ( كمنجة ) على آلاتهم الوترية ذوات الأقواس .
وفي المؤلفات العربية أشار ( الخليل بن أحمد الفراهيدي ) في القرن العاشر الميلادي إن العرب كانوا ينشدون أشعارهم على صوت الرباب . كذلك ذكر ( الجاحظ ) الباب في مصنفه ( مجموعة الرسائل ) ، وابن سينا وابن زيلة . أما الفارابي فقد عالج الرباب بصورة مفصلة .
ولقد تنوعت الرباب وعرفت بأسماء مختلفة حسب الأقطار . نعرف منها في مصر والشرق العربي ( رباب الشاعر ) وهي التي نسمّيها ( الربابة ) . وهي ذات صندوق صوتي مستطيل ذو جانبين مقوسين إلى الداخل ، وأحياناً يكون صندوقها الصوتي مربعاً .
وهناك ( الرباب المغربي ) المستعمل في المغرب والجزائر وتونس وليبيا . ثم ( الرباب التركي _الأرنبة ) التي تدخل في فصيلة الرباب ، والآلة التي تسمى ( كمنجة ) والمعروفة في العراق باسم ( الجوزة ) وفي مصر باسم (الرباب المصري ) .
إن رباب الشاعر ، أي رباب البدوي العربية محدودة الاستعمال ولم يرد لها مشاهد في الآثار الإسلامية ، لأنها لم تكن آلة البلاط والقصر بل آلة الكوخ والصحراء كما هي عليه الآن . والواقع أن شكلها المستطيل ذي الجانبين المقوسين يعود إلى عصور ما قبل الإسلام ، سوى أن العزف عليها لم يكن بواسطة القوس وإنما بواسطة المضرب الصغير أو بالأصابع . ويرى البعض أن رباب الشاعر هي الأصل الذي اشتقت منه آلة (الجوزة ) أي
( الكمنجة ) ، وهذا رأي غير صحيح تبطله الشواهد الأثرية التي أثبتت أن آلة الرباب ذات الصندوق المدور هي أقدم من الآلة ذات الصندوق المستطيل.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved