تق
سم الآلات الإيقاعية إلى :
أولاً : الآلات ذات الرق
وهي الآلات التي يكون النقر فيها على جلد رقيق مشدود على إطار أو صندوق صوتي ، ويكون النقر على هذه الآلات إما باليد أو بواسطة المضارب ، وجسم هذه الآلات إما أن يكون إطاراً كما هو الحال في الدفوف والطبول ، أو أسطوانة مثل بعض الطبول والدربكّة ، أو بشكل كأس أو إناء مثل التمباني والنقارات.
ثانياً : الآلات المصوّتة بذاتها
وتنقسم إلى قسمين :
1- نوع يمكن تمييز درجة صوته ، ويصنع هذا النوع من قطع خشبية أو معدنية أو أنابيب أو صناديق مصوّتة على شكل آنية ، وتستعمل المضارب في النقر على هذه الآلات ومنها الإكسيليفون والميتالفون والأجراس وغيرها .
2- نوع لا يمكن تمييز درجة أصواته مثل المصفقات والصنوج والكاسات . ونلاحظ أنه في الوقت الذي كتب فيه فلاسفة وعلماء من العرب والمسلمين أمثال الخليل بن أحمد والفارابي والكندي وابن زيلة والأرموي والخوارزمي بمضمون مؤلفاتهم دراسات علمية عميقة عن الإيقاع ، نراهم يتركون معالجة ووصف آلات الإيقاع نفسها .
الدفوف
إن الأسماء التي تطلق على الآلات الداخلة في فصيلة الدفوف متنوعة مثل الرق - الدائرة - البندير- المربع - الغربال . وفي المراجع القديمة توجد كلمات أخرى تدلّ على الدفوف مثل الدرادل والمزاهر .وتختلف الدفوف من حيث الشكل والحجم . فهناك الدفوف المستديرة وهي صغيرة وكبيرة . وهناك الدف المربع . كما إن بعض الدفوف تتصل بإطارها صنوج نحاسية ، ويسمى هذا النوع ( الرق ) . أما الدفوف التي تحمل في إطارها حلقات صغيرة من الحديد عوضاً عن الصنوج النحاسية فتستعمل في الأذكار والمناسبات الدينية .
لقد أوردت المراجع العربية القديمة أقوالا خرافية ومتضاربة بخصوص الدفوف . والدفوف المربعة منها والمستديرة الخالية من الصنوج والحلقات الصغيرة كانت معروفة ومستعملة في عصور ما قبل الإسلام ، وهي مازالت مستعملة في الوقت الحاضر في الأقطار العربية والإسلامية .
إن أقدم أثر يحمل مشهد النقر على الدف المستدير يعود إلى فجر السلالات الأولى ، في حدود
( 2650 قبل الميلاد ) . واستناداً إلى الآثار ، نستطيع أن نقول :
1- الدفوف المستديرة كانت معروفة منذ الألف الثالث قبل الميلاد .
2- وجود نوعين من الدف المستدير ، صغير وكبير .
3- وجود طريقتين لمسك الدفوف ، الأولى أمام الصدر والثانية قريباً إلى الكتف أو الجانب الأيسر على الأكثر .
4- إن النقر على الدف غالباً ما يتم بواسطة الأصابع وأحياناً بواسطة العصا .
5- إن الدف المستدير كان يستعمل من قبل النساء والرجال .
6- إن استعمال الدف المستدير كان في أثناء السلم والحرب .
7- إن النقر على الدفوف كان منفرداً ، وأحياناً كثيرة يرافق العود والكنّارة والناي والصلاصل والكاسات بصورة ثنائية أو جماعية .
وفي الآثار الإسلامية ظهرت مشاهد النقر على الدف المستدير الصغير وكذلك الرق . أما الدف المربع فقد ورد ذكره في الكتب والأشعار فقط دون أن نجد له أثر إسلامي .
الطبول
للطبول أشكال مختلفة كثيرة ، منها الطبل المستدير الكبير والطبل الطويل والطبل الأسطواني والنقارات ( التمباني ) والكوبة والطبلة ( الدربكّة ) . ومعظم هذه الآلات كانت معروفة في عصور ما قبل الإسلام ، واستمر استعمالها في العصور الإسلامية ثم انتقل بعضها من الشرق إلى اوربا عن طريق صقلية وإسبانيا التي لاتزال تستعمل هذه الآلات وفي مقدمتها آلة التمباني .
النقارات
النقارات كما جاء في معجم الموسيقى العربية هي طبول ذات وجه واحد مصنوعة من الفخار أو النحاس على هيئة الطاسة ، يشدون على فوهتها رقاً ، والعمل يكون على اثنين منها إحداها الحروب ومواكب الحجاج والأعياد .
كانت النقارات مجهولة لدى العالم الإغريقي والروماني لغاية القرن الأول قبل الميلاد ، حيث تعرّف الرومان لأول مرة على النقارات واستعمالها أثناء الحرب التي دارت بين الحاكم الروماني على سوريا ( كراسوس 115-53 قبل الميلاد ) وبين الجيش العربي الذي استعمل في إحدى هجماته على الجيش الروماني النقارات عوضاً عن النفير . واقتبست أوربا النقّارة من الشرق مع التسمية . ففي إنكلترا كانت تعرف ب(ناكيرز NAKERS ) وفي فرنسا ( NACAIRS ) .
أما النوع الكبير من النقارات فيعرف في أوربا باسم ( تمباني وهي تسمية إيطالية حديثة