محمود بدر عطية
جاء من وراء الحدود.. مقابل عمله لديها، أوهمته بتزويجه إحدى بناتها، فظل منتظراً كل العمر!.
في الصباحات المتعِبة، مفكراً بفتاته الموعودة ومنطلقاً كالسهم، خلف الحمير الثلاثة، والتي تعرف دربها جيداً.
في المساءات المتشابهة ، تدخل الحمير الحضيرة، يرتب (مهدي) كلَّ أشياءِها، بمودة وخنوع!، متلمساً مفتاح غرفته الوحيدة.
في الليالي الطويلة...، يمارس (مهدي) طقوساً أخرى، حين ينظر للجدار المزخرف بالصور، يتأمل ويرسم ملامح فتاته مكتملة ، وحين ينطرح وحيداً على فراشه القاسي، تنمو في مخيلته صورٌ من جسدها المخبوء خلف تعب النهار.
صباحاً، عند باب الحضيرة ، يجلس (مهدي) منتظراً...، يلف بعصبية سيكارته ويبحث عن حل لمشكلته.
السنوات التي مرت بالصباحات المتعِبة والمساءات المتشابهة والليالي الطويلة، لم يحصل (مهدي) على فتاته، فعلى الجدار المزخرف بالصور تتلاشى ملامحها، وفي صدره ينفجر البكاء المحبوس.
محمود بدر عطية
1993