رداً لما تعرضت له مدينتهم من أحداث مؤسفة من حرق وتدمير لبعض منشآتها وجمال طبيعتها، لقد كان وجهها ناعماً فأصابته الخدوش وطبيعتها خضراء فمسها الضر فاحترقت قلوب محبيها وأختنقت أنفاسهم بالدخان.
نخبة من فناني المدينة ضمهم هذا المعرض على قاعة هوسبي كونست هالين في العاصمة السويدية ستوكهولم، زرت المعرض يوم السبت الخامس من تشرين الأول 2013 ودونت مايلي:
الفنانة اليزابيث نيباري
بحركة بعيدة عن اليأس والقنوط .. وحيدة كانت تشد الكاميرا لأماكن مختارة وبحركات مطمئنة حملت لنا رصيدها من الشهادات، عندها: (هوسبي) كتاب مفتوح فليقرأه الجميع وليتعمّد الجميع بماء الإنتساب ما حدث لن يجعل من جسد المدينة بذاراً، بل الرغبة تتجاوز غلطة البعض!
الفنانة كاترينا تولندر
نزلت إلى قاع المكان، يجتاحها الدخان، تشم الروائح وتجفف العرق، عادت بقطع وشظايا.. رممتها وأضافت لها من روحها قبساً، الطبق المتشح بالأخضر والدخان والذي لم تكمل ترميمه، سيأتي من يرممه ويعيد طلاءه.
الفنانات (نازلي، سمية، جونيل، آنيت ، بيكلت)
فمن ليالي طفولتهن وبأيديهن البيضاء داعبن خيوط الصوف الملونة وبحب اخوي أصر الجميع على إعادة النجوم إلى شوارع هوسبي وثمار أشجارها المنخفضة، ففي هوسبي مكانٌ للجميع .
الفنانة روحي خوانداني
العشق تنشره ضوءاً، إنه أكثر من آعلان حب، تشكيلاتها أكثر من صلصال ساخن .. فم عاشق .. قلب ذهبي.. رئة تتنفس هواء هوسبي جموع تتقاسم الخبز وتتصفح الكتب وتستنبت الزرع.
الفنانة شاشتين سيمونسون
هوسبي مساحة الزمن الجميل وقلب المكان الحاني، فردوس خالٍ من الضغينة ، مجرة تجذب الطيور المهاجرة والنيازك العابرة تلك التي فقدت موطن الولادة.
الفنانات(جونيل، آنيت، هيلليفي، بيكلت)
لقد جعلنّ من شبكة جسورهنّ شرايين حياة وإستراحة مسافر فهي محطات تم نصبها على رقعة هوسبي تفرد أجنحتها وتحلق بنا صوب الزمان الهادئ حيث العيش الهانئ ولا أحقاد بين الأعراق.
الفنانة شاشتين بيكلت فيكستروم
بلغة ناعمة للغاية تحدثت عن الأزياء والتقارب بينها، جاءت من أمكنة مختلفة ولكن لها أن تقترب عند حدود الأخوة، إن كان طفلاً بين الذراعين أو على الظهر، الملابس إشارات لا نقوى على إبعادها من دائرة الصداقة والعيش المشترك في هوسبي الجميلة.
الفنان شاكر بدر عطية
صرخة هوسبي(اللوحة) علينا قراءة ما يقع خلفها، الكل يبحث عن ملجأ آمن لكن العزلة لا تُطمّئن وامام الهموم الضاجة ليس إلا نافذة الحوار وأياد بيضاء بلا عنف موجع.
أما بطاقات تعريف الشوارع وحارات المدينة فهي جزء من مشروع يمكن أن يتعدى حدود هوسبي، دليل لطفل ضائع أو شيخ قد ضل الطريق.
الفنانة إينا بولص
أبيض ـ أسود، أمام هموم المدينة، تتشابك الأيدي مطمئنة لبعضها البعض وعلى طول الطريق ليلاً كان الوقت أم نهاراً، مَنْ يخفف عن القلوب آلامها؟. الصحبة الطيبة.
الفنانة إنجا هارنسكا
أحبت هوسبي فجراً او عند الغروب فطرقاتها بساط فرح تحت أقدامها، أحبت هوسبي حتى بعد حدود حياتها.
أم احجار الساخطين فقد سويت منها باقة ملونة قد تنصب على قارعة الطريق أو تسيج بها حدائق المدينة التي سيولد العشب فيها من جديد ويولد اللبلاب معترش ونظيف، وقتها ستبقى الاحجار مجرد علامة عن ماضٍ قطعنا صلة الدم معه.
إنّ هذا الإختلاف والتنوع في المدينة أوجد هذا الموزائيك والذي من حق هوسبي أن تتباهى به عندما لم يكن مصنوعاً من شظايا وقطع مكسورة تتفتت من هبة ريح.
اضغط على الصورة للتكبير