إعتدت والفنان شاكر بدر عطية التجول في المنطقة القديمة من العاصمة السويدية ،كلما حانت لنا فرصة، فما بين النظرإلى برج الكاتدرائية الشاهق من خلال فضاءات فسح تقاطع الأزقة وبين الأزقة الضيقة والنظيفة والتي تأخذنا إلى الرصيف البحري حيث حركة الهواء والإحساس بالإتساع أمام بوابة البحر كنا نراقب السماء وفينا شوق لشعاع شمس رحيم يدفأ عظامنا التي طالها ماء المطر.

تذكرت تلك الدرابين الضيقة الطويلة والمسورة بالجدران الطينية العالية والمغلقة نهاياتها في بلدة (الزبير) والمقالب التي يتعرض لها الباعة حين يدخل أحدهم ودابته المحملة بالبضاعة أو ناقل الماء شاداً وسطه بحبل القنب مظهراً سرواله الكالح المتسخ والذي تحول لونه الابيض إلى لون التراب.

هي ليست فقط مدينة قديمة يستهويك السير في أزقتها والنظر إلى واجهات محلاتها أو التبضع منها، بل في جنباتها ماهو أكثر متعة ومسرة وها نحن نتجه ثانية إلى أحد مداخلها وبالتحديد

(Kvarnstugebacken 7)

حيث الأتيليه الصغير، فمن خلال بابه الضيق الصغير والواطئ دخلنا بإنحناءة قابلتنا الفنانة (كارولا) بإنحناءة رسمية وإبتسامة عريضة، ونحن في الداخل لمشاهدة معرضها المقام لغاية 20ـ6ـ2013.

المُشاهد لا قدرة له على فصل الموسيقى عن الأعمال الفنية المعروضة ، فالموسيقى تسمو بالأعمال إلى أفاق عالية، معها كانت الأوراق تنمو والألوان تشع وتتسع .

أرى ما إستقر على قماش لوحاتها هو من عذوبة روحها، حيث الإستخدام المتقن والدقيق للفرشاة يبهر المشاهد.

فقط ،إنَّ أعمالها تملأ العيون ولا تستعصي على التفسير.

محمود بدر عطية

2013