وصلتني هاتان الكتابتان من الصديقين العزيزين : القاص والروائي محمد عبد حسن والدكتور علاء العبادي حول (ضحويات البلوى /2 / على حفيف الشجر أنشر أحلامي) لهما تقديري وتشكراتي...
(*)
في مقداد مسعود أقول:
حين تقرأ نصًا ببضعة سطور أو بكلمتين لمقداد مسعود، عليك أن تعيد قراءته لترى ما يستبطن النص من خفايا، إذ أنّ شاعرنا "لا يصعب عليه قطاف القمر" في رحلته الشعرية المنغمسة في التليد والجديد معًا، فهو يختار الكلمة كما تختار روحه المعنى، وخير تشبيه لهذا التوافق قوله "اختر نهرًا يليق بزورقك وشراعًا يليق بجرحك". وهو ليس بالشاعر المقيم في "التكرار والإستذكار"، كما يفعل صغار الشعراء، بل تراه مقيمًا في حضرة الجمال بدلًا عن التفيقه والتمنطق في المجهول، فتراه يقول "لا أعرف إلا القليل عن الآخرة والكثير من الورد"، والكلمة والعبارة والجملة تأتيه عفوًا، دون تكلّف أو جهد، بل أنّ مخياله يعمل، دون قصد منه، ويملي عليه الكلمات والصور فكأنّ يدًا خفية "تكتب بالعرض والطول على مياه شط العرب"، وربما ذاب الكثير ممّا كتبت تلك اليد في دوامات الشط . ورغم أن الحياة في العراق اليوم وفي الأمس وربما لوقت قادم طويل أقرب في محتواها وشكلها إلى "جملة مرتبكة"، إلاّ أنّ مقداد مسعود ليس ممن "يفرّون من البلاد، يخذلهم عريها، ترجمهم كورونا، بلا حياء يعودون"، بل هو باقٍ هنا من أجل الأرض و"الصداقات التي لا وريث لها"، ناصحًا نفسه "كن دائمًا أنت" فإن كان هناك حاسدون لهذا العطاء الثر ولغنى النفس المكتفية بذاتها فجزاؤهم أنهم "لا يتحررون من ذنوبهم" .
- الاقتباسات من مقالته الشعرية "على حفيف الشجر أنشر أحلامي" المنشورة على منصة "الحوار المتمدن".
علاء العبادي
نص مدهش يتمازج في لغته الشعر والنثر
عندما تكون المدن فارغة؛ نرى ما تخفيه، أو تشغلنا عنه، الزحمة . لا يكتفي النص بذلك .. بل هو يستعيد ماضيها بلغة مكتنزة وباقتصاد يفرضه الظرف الراهن.. ويكتب مرثيته لها.. مرثية تريد استعادة الحياة، إذ لا جدوى من أسواق بغير صخب .
يمكن القول أن في النص ثلاث قصص قصيرة جدًا مكتملة البناء :
قصة الأم التي تذهب لطبيب العيون / الخياط وهو يترك عملة معدنية على ماكنته قبل أن يغادر / الصغير والطابعة .
في النص الكثير ممّا أحسه وتقصر لغتي في التعبير عنه .
دمت مبدعًا ...
محمد عبد حسن