"

ديلما روسيف " شخصية نسائية مهمة في تاريخ العالم الجديد، التحقت في صفوف أقصى اليسار، لتجد لها مكاناً في مجتمع السياسة في بلد مثل البرازيل ... لتكون وزيرة للمالية، لم تكن تعرف الطريق الى رئاسة الجمهورية أصبح سالكاً، لتكون في يوم من الأيام أول رئيسة جمهورية في تاريخ بلاد الساما وليسمونها " أم الفقراء " هذه السيدة رئيسة البرازيل منحتها الثقافة والمثقفون خصوصية التفرد والوصول الى مناصب قيادية عليا في دولة عظيمة مثل البرازيل ! .. ترى من يقف وراءها ؟
" المفكر والمناضل الفرنسي ريجيس دوبريه " كان له الأثر الكبير الذي طرأ على شخصية المرأة الحديدية، في السجن توغلت في قراءة أعمال دوبريه وقالت : " سحرتني كتاباته في الثورة " .. وهذه الرئيسة تقرأ باهتمام كبير " هوميروس " لي باي، طاغور وسنغور، وتضع على مكتبها صورة سلفادور الليندي، وحين سألتها مراسلة البي بي سي عن مغزى هذه الصورة قالت : ديلما ر

وسيف، لكل منا طريق يؤدي الى المكان نفسه . وتقتصر، وتقصد انها ذاهبة الى الثورة والتغيير عن طريق خدمة الناس وليس عن طريق الشعارات والخطابات ...
كثير من الكتّاب والمفكرين في العالم يصنعون قادة ثوريين انسانيين، كما يصنع كتاب العرب قادة للدكتاتورية والإستبداد ...
اعود الى المفكر والمناضل الفرنسي ريجيس دوبريه، الذي صنع رئيسة البرازيل، انه حمل مرة حقيبة بلا ملابس وانظم الى اشهر إسمَيْن في عالم الثورة، في الستينات من القرن الماضي، هما فيدل كاسترو وجيفارا، وليقاتل معهما في جبال كوبا وأدغال بوليفيا، انه يقول :
"ان من ينشأ في تلك السنوات العصية، يتعلم كيف يواجه المخاطر بروحٍ صلبة " ... وظل على الدوام يؤمن بما قاله ماركس " ذات يوم " من "ان التحرر الإنساني غير متحقق الاّ عندما يتعرف الإنسان على قواه الذاتية وينظمها بوصفها قوى اجتماعية " ...
هذه الأفكار والكتابات مصدر للإثراء الروحي والإنساني اللغوي والحوار النضالي اليومي ... وكم تمنيت لو ان قادتنا العرب يستفادون من الكتّاب والمفكرين في العالم لتطويرر قدراتهم الإبداعية والإنسانية كما فعلت رئيسة البرازيل " دلمار روسيف " لكي لا تكون مخيلتهم جافة أومجحفة! ...
أخيراً : في كتابه الذي ترجم للعربية مؤخراً، " البرازيل بين إمرأة ورجل " يعلق المؤرخ بيري أندرسن عن تلك المقارنات التي شبهت حكم لدلا وحكم دليمار، انها مرحلة ليصنع الكتّاب قادة ! ...

