يعتقد زعماء "الإسلام السياسي" الذين يرغبون السيطرة على البلاد والعباد، ان الفضيلة تزدهر في غياب العلمانية وسقوط آيدلوجيات الفكر الإنساني ... وأن مظاهر الحياة المتوقدة في التأملات الإنسانية الحية اولى أسباب الرذيلة في المجتمع الديني _ الأخلاقي _ الذي أخذ على عاتقه محاربتها بشكل ينتمي لعصور حجرية بليدة، واسكات رغبات الناس في التطلع والمعرفة، واعتماد ثقافة التوتر الروحي والصراعات البدائية ونزاعات قبلية باتجاه ثقافة المذهب، ومذهبة الثقافة ! ...
قال بن خلدون قبل الف عام " كلما أُوغلت الأمم بالبداوة كانت ابعد ما تكون عن الحرية " ...
ويقول " ميتواكو " ان المثقف هو الذي يصنع التغيير والإله الذي فشل !... في الوقت ذاته اسمع واشاهد الكوميديا الساخرة الضاحكة _ المبكية في تصريحات قادة الإسلام السياسي ... المتوترة حد المرارة، وفقر الخيال الفكري والعقلي، تذكرتُ الكاتب الشهير مولير ومسرحيته " طرطوف " التي رسمت لنا شخصية رجل دين فاسد يتخذ من الدين وسيلة لإشباع شهواته، وهو يتظاهر بالفضيلة والتقوى !... وقد تحولت هذه المسرحية الى واحدة من كلاسيكيات الأدب العالمي، حتى صارت كلمة " طرطوف " تستخدم اشارة لرجل الدين المنافق !...
وقبل ان أطرح سؤالي كم من طرطوف حولنا؟، كم فضيلة في بغداد تتعرض للإغغتصاب وقوفاً ؟!
وكم فضيلة في بغداد تلاحقها شتائم الرذيلة ؟ ...
والسؤال يقودني للحملة التي قادها( المؤمن ) صدام حسين في تسعينات القرن الماضي بتعاويذ مزيفة ودردشة جنونية للعجوز "عزت الدوري" ... أخبرني مرة الدكتور مصطفى النجار، رئيس اتحاد المؤرخين العراقيين آنذاك، ان النساء اللاتي قطعت رؤوسهن أمام بيوتهن من النساء الفاضلات ... لا زالت جماعة السيوف تتراكض في شوارع بغداد من جديد، تحمل شعارات الفضيلة والحملة الإيمانية : المرأة عورة ... والحرية كفر وإلحاد ...
