أيها الشعراء السكارى، برغبة الصحوة : اليقظة بانتعاش الظهيرة، والصباحات المبللة بالملل، القصيدة
توقض القلب ! ...محطات القطارات المستهلكة تنبه المارة، ثمة حنين خفي لبغداد، ثمة وهج دائم الاشتعال لبابل وبعض الوجوه والمقاهي التي نسيت ملامحها ! ...
لا زلت في مدن الإغتراب ومنافي اللوعة، أسرف كثيراً في الخطوة المجهولة الإقامة : أتعبني " اللاشيئ" والبحث في المجهول ... والسر تحت التراب ! ...
الزمن لا زال غامض حد الإندهاش ... لا زالت المدن التي مررت بها تحتفظ ببقايا مياه الوجه ... اتذكر " محمود البريكان " والسبايا التي تنطلق بسرية تامة باتجاه الزمن البعيد " الزبير " الناهضة من رحم تاريخ بليد وكاذب ! ...
الحكاية لا زال وجعها مريراً حد هذه اللحظة ... الجرح يركض على طول الحروب التي نشبت في مشارف البصرة ... في آخر المساء ينهض شارع " الوطن " ووجه السياب " الجنوبي الطيب، هوية الشارع الآخر الساكن على طول النهر بانتظار قصيدة ضاعت " صدفة " في زحمة سوق العشار الكبير ...
الوطن يكبر في المخيلة وفي القصيدة، تاخذ الخطابات البليدة الكاذبة لساسة "الصدفة " لكارثة بعيدة المدى ! ...
والحفرة " بانتظار من يسقط، لا زال الشيخ الوقور عبد الرزاق الحسني يلملم أوراقه في كتابة تاريخ وزارات جديدة .

