صغارٌ ونحن على مقاعد الدراسة ، كنا
نتحمل غلظة المعلم وعصاه، كبرنا فعرفنا
إنه مسلوب الإرادة أمام زوجة جاهلة وذكية.
م.ب
بحضور ملفت شكّلت النساء فيه الغالبية، كيف لا، فدائرة العنف ألتي إبتليت بها المجتمعات،ضاقت دائرتها أم إتسعت سيكون محورها المرأة والطفل في الغالب.
إذن بمساهمة كل من جمعية المرأة العراقية ورابطة المرأة العراقية وشبكة المرأة الكردية الفيلية كنا على موعد مع الأمسية الموسومة(العنف ضد المرأة وجرائم الشرف والعنف الأسري )وعلى قاعة نادي 14 تموزفي آلفيك مساء الجمعة 18ـ5ـ2012
حيث تالق الضيفان الدكتورة بتول الموسوي المستشار الثقافي لوزارة التعليم والبحث العلمي العراقية والدكتور رياض البلداوي الإستشاري في الطب والتحليل النفسي ولا ننسى الكاتب المبدع والمقدَّم البارع فرات المحسن الذي أدار الندوة بنجاح يُحسب له ويُحسد عليه.
ما قدمته الدكتورة الموسوي كان شائكاً، لقد بذلت جهداً متميزاً من خلال رصدها للظاهرة رصداً نقدياً لشتى أشكالها وصورها ومعناها الواسع والشامل.
ركزت على العنف ووجوده في مختلف بقاع الدنيا ولكن بدرجات متفاوتة تبعاً للأوضاع القائمة في المجتمع ( سياسية..إقتصادية .. إجتماعية) ، وبينت أنواعه(البدني.. النفسي.. الجنسي) كما رصدت الجهات الممارسة له وحددتها بـ( الأسرة.. المجتمع.. الدولة), وما يحصل بسبب الكوارث والنزاعات المسلحة وممارسة المرأة للعنف ضد نفسها.
إستشهدت الدكتورة المحاضرة بمجموعة من الأمثلة والدلائل فالمرأة تتعرض للعنف وهي جنين عن طريق ( الإجهاض الإنتقائي)وحتى الأم تقوم بممارسة العنف ضد وليدتها من حيث تعلم او لا تعلم حين تقول: أنجبتها لتتحمل جزاً من أعباء البيت.كما تطرقت في حديثها إلى ( التزويج القسري، القتل غسلاً للعار، زنا المحارم، الفصلية، النهوة،إجبار الزوجة على التنازل عن إرثها بعد الزواج، التحرش الجنسي، إغتصاب الزوجة، تحريض الزوجة على ممارسة الدعارة.ألإجهاد أثناء الحمل، حرمان غذائي وصحي "خصوصاً كبيرات السن".
وقد أفاضت في الحديث عن قوانين الدولة العراقية سواء القديمة او الحديثة والثغرات التي وجدت في هذه القوانين.
أما فيما يتعلق بكبار السن ورعايتهم فقد سجلت الدكتورة المحاضرة نقطة لصالح مجتمعاتنا ، فالعائلة هناك لا تتخلى بسهولة عن مساعدة كبارها اما في الغرب فيدفعون بهم إلى دور الرعاية ، ولابد هنا من إشارة فالمرأة والرجل في الغرب يدفعان الضرائب للدولة طوال فترة العمل لذا فمن حقهما على الدولة أن يعيشا بقية سنوات العمر في بحبوحة ويسر .
اما ما يتعلق بتحليل العنف من الناحية النفسية والإجتماعية فقد تحدث الدكتور رياض البلداوي فاسهب مسلطاً الضوء من أنّ سيكولوجية العنف موجودة في كل المجتمعات ، مَنْ تمارس الديمقراطية والتي لا تراعي القوانينن موجزاً العوامل المؤثرة في بروز العنف بـ(الوضع النفسي.. إسلوب العلاقة الزوجية..التبعية الإقتصادية) كما وحدد العنف بنوعين ، نوع مباشر موجه للضحية ونوع غير مباش موجه لأشخاص لإخافة الضحية.
وسلطة الأب هي الأخرى مصدر عنف في المجتمعات الذكورية حيث لا سلطة على سلطته فهو الآمر الناهي صاحب المكرمات .. الواهب ..المانع..وبيده جميع السلطات مالك الاسرة صاحب الحق الكامل وتستمر هذه السلسلة من الأب فألإبن فألحفيد، مالم توضع قوانين معالِجة ورادعة لطمر العنف والى الابد.وهذا ليس باليسير بل إنّ العملية تحتاج إلى توعية شاملة تضم المجتمع كله كما وإنّ المشكلة كبرى وتتطلب جهوداَ جبارة .
السيدة نادية السليم الناشطة الإجتماعية رفعت صوتها عالياً كي يصدقها الحضور أو ياخذ كلامها مأخذ الجد طالبت بإصدار قوانين صارمة وملزمة لطمر العنف.
الناشطة وداد خيري علقت قد يكون العنف دفاعاً عن النفس.
د أزهرالمظفر متسائلاً من أين تبدأ المعالجة ومَنْ يصدر القوانين.
د. عقيل الناصري المحاضِرة والمحاضر حاما على سطح الظاهرة ولم يغوصا للعمق، يرى إنّ الاسباب الرئيسية لوجود وتفاقم الظاهرة أسباباً إجتماعية.
د. محمد الكحط الأسباب إجتماعية سياسية وإقتصادية.
أبو رشيد : جهل الرجال بسيكولوجية المرأة
(الرجل يجهل سيكولوجيته ، ما الذي يدفع الرجل المسن بالسفر إلى مسقط الرأس والإقتران بمن هي بعمر إحدى بناته) كان هذا تعليقاً للدكتور رياض البلداوي والذي بدوره قد أجاب على بعض الإستفسارات كذلكّ الدكتورة الموسوي والتي أكدت على دور شيوخ العشائر ورجال الدين فقد تأكد لها وخصوصاً بالفترة الأخيرة من كونهم يساهمون بمحاربة العنف وتنوير المجتمع.
إلا إنّ ردوداً متباينة جاءت على أثر التعليق.
وأخيراً، لقد ساهمت كل من جمعية المرأة ورابطة المرأة وشبكة المرأة ـ مشكوراتـ بإقامة هذه الأمسية الناجحة ، إذن آن الأوان لتفعيل التجربة على أرض الواقع والتأثير في الخارج (الجالية) وبالتنسيق والإرتباط مع الداخل (العراقي)
وأنا أتصفح جريدة المنارة قرأت رأياً للدكتور حسن طلب " إستاذ علم الجمال وفلسفة الدين بجامعة حلوان المصرية بقوله :(التيارات الإسلامية تحاول سجن المرأة بالنقاب والرجل باللحية).
إذن فالمرأة والرجل لن يتبادلا الأدوار، بل سيقعان معاً تحت طائلة العنف على ما يبدو.
التصوير:سعيد رشيد وسمير مزبان