ألعراق مهدكم هو ايضا مهد البشرية

2015-07-04
نداء الى المثقفين العراقيين اصحاب الضمير الوطني والانساني

كم من الصعب ان نكتب الان عن العراق الذي كتب عنه وله بعضنا القليل الكثير ...  كتبنا له وعنه، فيه وخارجه، في اللغة العربية او في اللغات الاخرى التي تمكنا منها، او مكنتنا منها الغربة او الدراسة او حب المعرفة وحب الاخر، كتبنا عنه وله , وحملناه طي الشغاف وبين الحنايا ... روينا عنه وانشدنا له القصائد في الصحف والمنابر الادبية والثقافية العربية والاجنبية , وتوحدنا وهموم اهله - اهلنا  ... غرباء كنا ولم نزل ندلف الى الصالونات الادبية العربية والاجنبية بين عدو وصديق واحيانا بين عدو وعدو, مدفوعين بحب بلاد الرافدين، مشفوعين بتاريخ مديد، مديد اقرب ما يكون الى الازل او على الاقل  - وياللغرابة - هو تاريخ ولادة ونشوء وتطور الطفل الانساني... فهل من المصادفة ان يكون من اسماء العراق وفي مختلف لغات العالم اسم مهد البشرية ?!  لم يكن لاحد على صلة بالمعرفة والثقافة سبيل لنكران العراق، هو بين البلدان والانحاء والاصقاع، بدر بين الكواكب والنجوم ...هناك المتوجسون منه، نعم، هناك الحاسدون له,  نعم، هناك الخاسئون  بازائه، ايضا نعم، ولكن مامن مجال هنا او هناك لانكار انجازه الفخم العظيم في كل نواحي المعارف البشرية..  ابتدا بخطوة عبقرية هائلة مخترعا الكتابة في سهول سومر مابين دجلة والفرات، فقسم بهذا الدهور برمتها الى عصور ماقبل التاريخ وعصور ما بعد التاريخ، فاي بلد في العالم تسنى له ان يتوّج جبين البشرية بمثل مجد هذا الانجاز?!   ثم توالت انجازاته تترى في الرياضيات والفيزياء، وفيزياء الفلك والكيمياء والاداب واللغات والموسيقى والفنون والري والزراعة والعمارة والطب والهندسة والقانون  ...  حتى الاديان التي يعاني العراق الان من المتشدقين باسمها، المشوهين لها والمتطفلين عليها انما نشات هناك ما بين النهرين, ونادت بدعوات الحب, وكانت مياه الرافدين الكريمين كفيلة بغسل الادران، لا من الاجساد فحسب بل من القلوب والارواح ايضا !!!  منجز العراق المعرفي على امتداد تاريخه المشرف الطويل غير خاف على احد... يفرح به الاصدقاء وان ندروا ولاينكره الاعداء وان كثروا او تمادوا ...    العراق كان -ومن الممكن ان يستمر - متحفا كبيرا ومهد حضارات وابداع وبؤرة شعاع ما خبا فيها النور وما اخمدت بريقها هوج الاعاصير  ... وحري وخليق به ان يبقى ويستمر،  لذا فان مخاطبة العالم في ان يحمي بيته والبشرية في ان تحفظ مهدها هي المخاطبة الصحيحة، وهي السبيل الامثل لتوعية الضمائر النائمة وغسل القلوب التي تراكم عليها الصدا ..للعراق فضل كبير على جميع البشر ويجب ان يكون لجميع البشر حصة في انقاذ العراق، ونحن نقصد بالبشر اصحاب السوية الانسانية والضمير الانساني...  ايها المثقفون العراقيون اينما كنتم انطلقوا من هذا المنطلق في التوجه نحو المثقف العالمي و الهيئات الدولية سواء كانت ثقافية او سياسية او اكاديمية او ادبية او اجتماعية !!!  انقاذ العراق هو انقاذ لحضارة الانسان وكينونة الانسان... الا توجد مناطق في العالم تتمتع بحماية الامم المتحدة او منظمة الاونسكو بسبب اهميتها التاريخية والثقافية!!! فلماذا لا يدخل العراق ضمنها وهو الاقدم والاكرم , ولماذا وكل ادبيات وتواريخ وبحوث العالم وجامعاته تشير له بالبنان والبيان وتمنحه حق السبق والافضلية بل والفضل ايضا، ولديَّ في هذا الصدد ادلة واستشهادات من اساتذة المان واوربيون من مختلف الاختصاصات العلمية والادبية ما ان يذكر اسم العراق حتى لهجوا : العراق ميزوبوتاميا بلاد النهرين مابين دجلة والفرات، اسس الحضارة الاوربية اتت كلها من هناك، نحن مدانون الى هذا البلد بكل معارفنا!!!   هكذا يقول الاستاذ الاوربي، فيما المثقف العراقي - على الاعم الاغلب - مشغول بفتوحاته الوهمية ومصالحه الضيقة وحروبه الصغيرة ضد المخلصين المتنورين من ابناء بلده ممن يحملون مشعل العراق ووهج العراق على روؤسهم  وفي افئدتهم  وبين اضلاعهم... وكم شهدت الساحة السياسية والثقافية العراقية من امثال هذه الاحترابات العقيمة بل والمدمرة والتي لاتخدم الا من يتربص بهذا البلد ويريد له ولاهله كلهم السوء والخراب والدمار، فاذا بالنتيجة النهائية هي ماوصل  اليه  العراق اليوم من واقع مؤلم لا يمت الى روح هذا البلد, وتاريخه الهائل، وقدرات ابنائه الخارقة باي صلة ...  

كريم الاسدي

كاتب وشاعر عراقي يعيش في برلين

karim.asadi777@yahoo.com

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved