كانت وما زالت وحدة فلسطين مقدمه على كل القضايا ففيها الضفه الغربيه وفيها القدس وفيها غزه وفيها أراضي 48 وهي التي فقدناها إما بمكر عاقل أوبجهل جاهل واعتقد جازما انها اجتمعت في فلسطين الاثنتين معا .
وأحسب ان مكر بريطانيا بدهاء يهود من جهة وجهل قياداتنا العربيه في العام 1948 آنذاك – ان أحسنا الظن – من جهة أخرى قد أقترن باهمال وضياع شديدين وعلى كافة مستويات المواطنه العربيه والاسلاميه، هذا ان لم يكن قد توحد المكر حينها، فكل الجوانب اجتمعت لتؤسس وطنا قوميا لهذا الكيان المسخ، وما وعد بلفور عنا ببعيد حيث اعطي الكيان الصهيوني ما لم يتوقعه أي عاقل ولا يخطر على قلب بشر .
وفي هذه الذكرى الأليمه بتاريخ 2-11 والتي تمر علينا كل عام لنعيش فصول الكارثه وبكل ألم عله يكون من بعدها ثمة أمل هنا أو هناك .
كنت أتوقع من رؤساء وملوك الأمه العربيه ان يتخذوا وعد بلفور منبرا للحديث عن ظلم مارسته حكومة بريطانيا الوضيعه حينما اعطت وعدا مشؤوما وهي لا تملك لمن لا يستحق، لكن شيئا من هذا لم يحدث .
لنسمع تصريح سيادة الرئيس عباس رئيس السلطه الفلسطينيه متحدثا من على قناة عبريه صهيونيه– وهذا ما زادني ألما - كما لو كان الأمر لا يعنيه كقائد لشعب كان قد وقع عليه كل أنواع الظلم .. انه الظلم بعينه للنفس أولا ومن ثم للشعب الفلسطيني ومن ثم للأمه العربيه وللأمه الاسلاميه في كل أرض وتحت كل سماء، ليقول انه لا يريد العوده الى مدينته صفد، وكأنه يعلن ان لا حق له فيها بل لا يريد الحق اصلا !!!!!!! الله أكبر يا سيادة الرئيس !!!!
خاطبت يا سيادة الرئيس (الصهاينه) الغاصبين للارض لجعل القضية الفلسطينية، وملف العودة للمفاوضات في مقدمة أولوياتهم في الانتخابات التي ستجرى في الكيان الصهيوني في يناير/ كانون ثاني 2013 وقلت لهم "هذه القضية هي التي ستحدد مصير أولادكم"، والجمله هنا مفادها اننا نحن اللاهثون وراء المفاوضات والتي لم تقدم لنا الا ضياعا وراء ضياع، وان كان الصمت ابلغ احيانا فهو الآن جريمه لا تغتفر، وان كنا لا نستطيع القول او اللفظ فالبكاء أولى من الصمت، وان كنتم يا سيادة الرئيس لا تملكوا الا سيادة المفاوضات معتقدين انها هي التي تثبت وجودكم وتبرر بقاءكم، فاني أرى ان هناك ثمة حالات لم تصنعوها بعد وهي تبعث على بقائكم الحقيقي عندما تكونوا ملتصقين بشعبكم وفق الثوابت فلنضرب عرض الحائط بكل مكسب زائف بل زائل ونحن لا يوجد ما نقدمه لموظفينا في الضفة الغربيه من رواتب، ففاتورة الاحتلال رخيصة يا سيادة الرئيس، والأرخص منها طاونة المفاوضات التي ما جلبت لنا الا قضما للأرض ونخرا للمقدسات، فانت يا سيادة الرئيس لم تزر القدس ولم تزر الشوارع الالتفافيه ولم ترى الواقع الذي يجري، فالمستوطنات أكلت الارض ولم يتبقى يا سيادة الرئيس ما نتفاوض عليه كنت أتمنى ان لا تخاطبهم قبل أن تخاطب الأمه العربيه والاسلاميه وتضعها عند مسؤوليتها، وتخاطب الشعب الفلسطيني وتعيد له الأمانه غير منقوصه يا سيادة الرئيس .
فلتسمح لي سيادتكم ان اقول لكم انني لست معكم ولا مع أي جهة كانت على هذه الأرض تفرط في الكلمات فكيف بالفعل واحسب انكم لستم مفرطون بالفعل حتى اللحظه ولكنها الحقيقه فان لم يقلها الباحثون فمن يقلها، ونحن مؤتمنون عليها، وأقول لا اتخلى ابدا عن ارضي وحقي في بلدة بيت ليد الغربيه والتي تبعد خمسة كيلومترات عن البحر الابيض المتوسط ولا أسمح أبدا ولو كنت أساق الى قبري بسماع مثل هذه العبارات دون رفضها بالسر والعلن، بل مات جدي ووالدي رحمهما الله وهم يتجرعوا حسرة الألم لحرمانهم أبسط حقوقهم عبر مسيرة اختصرت كثيرا من الزمن لو كانوا قد تنازلوا عن شبر من الأرض، بل لا اسامح كل من يتنازل قولا قبل العمل، وما زلت أرى ان عودة الحق مقدمه على حق العوده لان عودة الحق تفضي لكافة حقوق شعبنا اما حق العوده فهو يمثل جزء من حقنا العادل، لذا أؤكد إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار . وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة . مهلاً تستطيع الآن شرب القهوة
Dr.mansour_sal@yahoo.com