لتفرح فلسطين غداً بصرف رواتب موظفي السلطة الفلسطينية حيث تعجل الراتب يومان عن موعده المتاخر دوماً لاسبوع فضلاً عن الخصم الملازم بنسبة 20 % ليصبح الراتب هدف من أهداف الوجود، أعانك الله أيها الشعب المقهور من الإحتلال أولا ومن الإختلال ثانيا .. وحاجته لراتب العيش كأي مجتمع .
وكأن الحكومة الفلسطينية تتصدق من حر مالها ومن الجيوب الخاصة لكل مسؤول .. لتصرف هذا الراتب الشهري الحق للفلسطيني المدرس والطبيب والموظف بوظيفة عمومية في كافة مواقع عمله حيث يقوم جميعهم على خدمة هذا الشعب الأصيل .. ألا تباً بل سحقاً لمثل هذا التصرف .
يا من أردتم أن تقودوا هذا الشعب يجب أن تكونوا عند مسؤولياتكم بحق .. فأين التنمية وأين الخطط الاستراتيجية وأين سنغافورة الشرق الاوسط .. وأين الاستثمار الذي يؤسس لتنمية حقيقية وقد كتتم تعلمون أن رأس مالنا هو مواردنا البشرية ولم تستخدموا منها أي تميز أو إعداد، ويكفي أن أُشير أن فلسطين احتلت رقم 2 على العالم بمن يكمل دراسته الجامعيه بعد دولة النمسا لتنتج تميزاً عظيماً على مستوى العالم .
وقد مضى أكثر من ربع قرن ولا خطط أعددتم ولا ارتقاء قدمتم ولا نهوض أسستم ولا مسار سلكتم ولا أي طريق واضح ومقبول التزمتم .. سوى إهلاكاً للوقت وهدراً للجهد والضياع يحيط بنا من كل صوب .. ولا نريد أي تبرير أياً كان سببه .. لان له تفصيل ليس موقعه !!!
وإذا ما علمنا أن أي مؤسسة تجارية أو هيئة عامة تقف سنويا لتدرس المسار وماذا حققت وأي نسبة أنجزت فلا أنجاز ولا رضا تمَّ، والاحتلال جاثم على صدورنا ويختلط الرضا به أو منه أو عليه أو وإليه وفي كل منظومات العمل يتوفر لديها خلية أزمة بل دوائر خاصة وخطط بديله وحسن إدارة ما يتوفر من موارد واستحداث موارد أخرى لترتقي بالتنمية والعمل على استدامتها في ظل عدم الإعتماد على الإحتلال والذي أدركتموه متاخراً حسب ما أشرتم قبل فترة قريبة أو الإعتماد على أي خصم مفترض قبل الصديق المعتمد، فالمطلوب عاجلاً مراجعة بحثية وفكرية ودراسة نقدية مؤسساتية شاملة لتحديد المسار وتعديل كل ما سبق واستحضار المبادئ والثوابت والحقوق والواجبات والمصالح والمفاسد والآليات والوسائل لصياغة المفاهيم وإعادة انتاج أسس العمل وتطبيقاته .
والتنمية هي أحد مبادى العمل اللحظي والدائم لمجتمع عاني الكثير من الاحتلال ولم يتفاجىء أحد بالاحتلال حينما بدأتم مسار التسوية حيث كان لزاما عليكم أن ترعوا بحق مصالح شعبكم الوطنية ووضعتم البدائل والاستراتيجيات لعيش كريم في ظل تولي هذه المسؤولية .
فلن يسامحكم شعبكم على ما فرطتم به من أرض ومال وشعب بقصد أو بغير، دون الاتهام لاشخاصكم بقدر ما هو وصف لهذا السلوك الذي يودي بحياة هذا الشعب الأصيل إن بقي هذا الاختلال، وتحت عنوان المسشروع الوطني غير الواضح ضاعت معادله الإنتماء والولاء فلم نعرف توصيفاً دقيقاً واضحاً ضابطا لهذا المشروع .
وكم أحزنتني مناقشة الموازنه لعام 2022 للسلطة الفلسطينية حيث أبرزتم بها العجز المالي يتجاوز النصف مليار دولار ولا سبيل لفهم بنودها أبدا، لأن من كتبها هو من سيصرفها وسيتولى أمرها والتي سيتم إقرارها دون وجود من يمثل هذا الشعب الأصيل، فلا مجلس تشريعي أبقيتم ولا مجلس وطني اسستم ولا خيار للشعب تركتم ولا من يمثله أوجدتم وأغلقتم كل منافذ الأمل لتمثيل شعبنا الفلسطيني الأصيل بحجة القدس وكانت فرصة عظيمة أن تثبتوا للعالم اننا نستطيع أن نجري الإنتخابات بكل الوسائل التقنية المتاحة وصناعة وسائل غير متاحة ونمارس السيادة على الأرض والريادة بكل آلياتها .
لكن (من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار وددت أن تعرف كل شعوب الأرض أننا نستحق الحياة)