الدينُ ناقصاً الإيمان يُساوي أفيون الشعوب، ومُكَرِّس تخلّفها واستعبادها ، ومُيسِّر نهْبها، والضحك عليها
أنْزَلَ الله سبحانه القرآن الكريم بالوحدة والتوحيد : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون ) . ففرّقهُ وقطّعهُ وفَتتَهُ وقسّمهُ حلف الحاكم البلطجي والشيخ المنافق الى عشرات المذاهب والطوائف والدول لكلٍ منهم إسلامه : ( من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ) . وأخطرها الجرح الغائر المفتوح في فتنة الشيعة والسُنة .
واتخذ هذا الحلف القائم على تكريس التخلف والتخويف والقهْروالكذْب والنهْب من القرآن العظيم بضاعة للسيطرة والتربّح حتى ضاع الأصل وهُجِرت رسالة الاسلام العظيمة وحلّت مكانها اجتهادات بشرية مُختلفة ومُتناقضة خلّفت موجات تاريخية من الخلط الهجيني بين البشري والمقدّس تم توظيفها لاغراض سياسية وعسكرية للكسب المادي : المال والغذاء والجنس والثروات الطبيعية والثقافية ... والشهرة والنجومية .. . توزع عليها البشر خلفت إرثاً رجعياً، وتديّناً اجتماعياً مُزوراً .
الاسلامُ واحدٌ، وهو الاستسلام لله في السرّاء والضرّاء . والاسلام قرآنيٌ يرتكز على منظومة من القوانين تشمل حياة الانسان والمجتمع والكون . وفيه كل شيء : ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ) . والقرآن يفسّر نفسه بنفسه للصالحين الذين يؤمنون ويتفكرون ويتدبرون ويعقلون ويفقهون ويعلمون ويُوقنون : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ) .
والاسلامُ دينٌ عالميٌ أُنْزِلَ للناس كافّة بدون حدود زمكانية، وللبشر من كل الاجناس والأعراق والالوان والهويات كأخوة في الانسانية : ( وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا ) .
ويؤكد الاسلام على تقوى الله سبحانه والعمل الصالح : ( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) + ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا ) .
والاسلامُ ليس ملكاً لأحد، ولا احتكاراً سياسياً . والله خالق الكون العظيم ليس بحاجة الى وسطاء : ( اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ماتذكرون ) + ( ومن كفر فان الله غني عن العالمين ) .
أما الايمانُ فهوالطمانينة والسكينة والأمن والأمان . وفيه اليقين الغيْبي المُطلق بوحدانية الله وباليوم الآخر . ويتحقق الايمان قلبياً : ( قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم ) .
ولا معنى للايمان بدون عمل صالح : ( قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ) . إذ يتلازم الايمان ويتكامل عضوياً مع العمل الصالح، فيضحى قاعدة تُقوّي المؤمن على العطاء والتواصل والتضحية والصبر والايثار في سبيل الله والانسان .
ويُجازي الله الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الاخرة : ( ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما ) .
فقيمة الانسان بعمله المُنتِج / الصالح، وبالاثر البناء الذي يتركه : ( وان ليس للانسان الا ماسعى . وان سعيه سوف يرى . ثم يجزاه الجزاء الاوفى ) .
ويُهيء الايمان للانسان التبصّر بقلبه وبعقله؛ وليس بعقول وأهداف غيره . فالسعادة ليست بيد بشرٍ، بل بَرَكة من المولى الكريم : ( ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون ) .
وبينما “ الدين لله والوطن للجميع “، فان الايمان شخصي . ( يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون ) .
لذلك فالايمان أعدى أعداء تراتبية الشيطان : آلهة الارض، والدول، والاحزاب، وأجهزة المخابرات، والاعلام ... الذين يركنون الى عبادة الشخصية لضمان تبعية وطاعة الناس، وتحويل الهرم الشيطاني الى نفاق وارتزاق بديلا عن االله المُعز المُذل القابض الباسط الخافض الرافع المُغني المانع الضار النافع .... ذو الجلال والاكرام .
والايمان كدح لاكتشاف الله : ( ياايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه ) .
ويهدي الله الصادقين الى الايمان ويرشدهم ويدافع عنهم : ( بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين ) + ( ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ) + ( فاما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم ) . + ( علينا ننجي المؤمنين ) + ( ومن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا ) + ( ان الله يدافع عن الذين امنوا ) + ( وما كان الله ليضيع ايمانكم ) ...
ويحسّ المسلم المؤمن بخالق الكَوْن، وببرنامج الخلق، وبأن حياة الانسان واجب الهي، وان هناك برنامجا للخلق وهو التطور على درجات ومراحل : فهناك الحجر “ الجامد “ . والنبات الذي لا يتعاطى مع الحيوان والبشر، اللذان يتشاركان في غرائز الطعام والجنس والعائلة . أما الانسان البشري فينفرد بتكوين الثروة والسلطة والشهرة ... وتَتَتَوَّجُ هذه التراتبية بالمسلم المؤمن الواعي الآدمي الروحاني الذي يسمو الى خالقِهِ العظيم من خلال تطوير أدوات الحس والشعور بالله .
فهدف الخلق هو تطور الانسان من بشريته الحيوانية البهيمية الى آدميته الروحانية السامية : ( الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ) .
والله يمد الانسان بالهَوى وبالهُدى، ويصَعِّدهُ بوحدة الشقاء والهناء المتكاملة والمتواصلة طيلة الحياة : ( ونفس وما سواها . فالهمها فجورها وتقواها ) .
وكلما انحسرَ الايمان تعاظمَ الشرّ والكفر والشِرك والالحاد، وتراجعَ مستوى الأخلاق وانسانية الانسان نحو المادية والغرائزية الحيوانية، وانحسرت مباديء العدل، وسادتْ قيم التخلف والجهل والكذب والانانية والابتزاز والتامر والنكث والكيد والخبث والغدر والغرور والغطرسة والاستكبار وعبادة المال والنجومية والخمر والمخدرات وتنوع اللهو بالامل وشيوع الفساد والافساد والارهاب والتخويف وانتشار العصابات والحروب وتهميش المخلصين وعمالة المثقفين ... وكرة القدم وأخواتها ... وإشاعة الفوضى محلياً وإقليمياً وعالمياً : وهو الوضع القائم السائد في عالم اليوم : قليل من البشر مسلمون مؤمنون، وأقل هذا القليل واعون، وكثير من البشر عبيد أذلاء لبشر فاسدين يستظلون بخيمة الدكتاتورية العولمية الفاشية : ( وان اطعتم بشرا مثلكم انكم اذن لخاسرون ) .. .
وقد كان الإلحاد بنفي وجود الله، والكُفر بنعمة الاتحاد السوفيتي، وإشراك الله بالدولة والحزب والمخابرات ... أهم عوامل سقوط الاتحاد السوفيتي الرائد بسعيه إلى الأمن والعدل والتطور . والان يزحف الالحاد والكفر والشرك على حضارة الغرب المتطورة ليكون أهم عامل في أفولها . والفاعلُ واحدٌ هم صهاينة آلهة الارض أسياد الطرفين واللاعبين بهما .
ومنذ سقوط الاتحاد السوفيتي تجري حملة استراتيجية عولمية أطلسية إبادية لسحق بلدان وشعوب وثقافات الأمم الضعيفة بالمقاطعة والغزو والاحتلال والافناء، كما يحصل في فلسطين والصومال وافغانستان ويوغوسلافيا والعراق وسوريا وليبيا واليمن ...
ويعيشُ الناس اليوم في مجتمعات مُتوترة ومُتأزمة تعاني مأزقاً وجودياً خطيراً عالمياً وإقليمياً ومحلياً ... وتتواصلُ ، منذ آلاف السنين، الحروب الدينية / العنصرية / الاقتصادية لتحقيق مزيداً من الارباح لآلهة الأرض .
وبذلك تتواجد عنقاء العالم اليوم في النار التي أضْرَمَتْها في جسدها البالي لتنظيفه ريثما يبزغ العنقاء النقي الجديد، الذي يُعدِّل بوصلة الحياة بالتربية الانسانية الشاملة نحو العدل والخير، ويستردّ كرامة الانسان التي غيّبَتْها آلهة الأرض في تِيْهٍ بعيد وعذابٍ شديد .
فالأرض اليوم كالسفينة العائمة على فوهة بركان تتلاطم الامواج من حولها ويتحارب الجميع على متنها .
وبينما تفقد آلهة الارض هيمنتها على شرّها المُنفلِت، تزحفُ شعوب الارض المتخندقة ضدّها لخوض معركة الخير والشرّ وتعديل المسار المادي الأناني للحضارة بالايمان الواعي، الذي تهلّ بشائر بزوغ فجره وصعود طاقته .
فالبشرية اليوم بحاجة الى نظام اقتصادي إنساني لا يصبّ في مصلحة الأغنياء الأنانيين المُحتكرين الظالمين فقط .
ولا نصر ولا سعادة بغير الايمان، الذي لا بدّ أن يكون واعياً بالعلم والمعرفة والعمل الصالح والنظر إلى الانسان من منظور عالمي . لذا فمن الحكمة توجّه المؤمنين بجميع طاقاتهم نحو الوحدة الانسانية، مع الحفاظ على الهويات التاريخية المحلية، بعيداً عن الاديان والطوائف والقوميات والاحزاب وإجرام المخابرات وكذب الاعلام والاهداف الشريرة لالهة الارض : ( والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) .
ويتوسع هذا التوجه وينتشر بانشاء قنوات تلفزيونية، وجامعات شعبية عالمية معرفية تربوية لتعمير المُجتمعات تعيد النصّ القرآني إلى الفهْم والفِعْل، وتفتح وتعبِّد الطريق نحو عالمية الاسلام وعالمية الايمان وعالمية القيم المشتركة في الاخاء والتعايش والتساكن والتعاون لتحقيق سعادة الانسان في الامن والعدل والتطور .
وعالمية تُقاوم عولمة الاستعمار والتغريب وترفضه من خلال التمسك بالهوية الشخصية الوطنية والعمل على إحيائها ضمن إطار عالمية الاسلام .
ЛЕОНИД ИВАШОВ. НОВОЙ РЕВОЛЮЦИИ БЫТЬ! 07.11.2018
Максим Шевченко про Путина
Как масоны слились с КГБ, предательства в ФСБ
ЗАЧЕМ КГБ УБИВАЕТ ТАЛАНТЛИВЫХ РУССКИХ ДЕТЕЙ