بالأمس تحدثت عن امرأة وافقت في مقتبل حياتها الزوجية على تغيير اسمها من شريفة إلى هيفاء، حسب رغبة زوجها غير المبررة، وتقول إنه تبعاً لهذا التنازل والتضحية بالاسم الذي اقترن بها منذ نعومة أظفارها واختاره لها أبوها، كانت البداية لتنازلات كثيرة في حقوقها الإنسانية، وفي نهاية المطاف أرسل زوجها ورقة طلاقها دون مبرر أو أي مسؤولية.
للأسف الشديد فإن القصص من هذا النوع كثيرة ولن تحتويها مجلدات لو قررنا جمعها في كتب، والسبب أن إرث اضطهاد المرأة العربية كبير ومسيرته طويلة جداً، قلة من البلدان العربية أولت هذا الجانب الاهتمام والرعاية وسنت قوانين تحمي المرأة. أحياناً تكون القوانين موجودة ولكن تطبيقها يبقى بعيداً عن الواقع. وببساطة متناهية إذا لم تكن المرأة شريكة في القرار والإنتاج وصنع التشريعات وسن القوانين فإنها ستكون دوماً على رف الأحداث فريسة لهجوم كل رجل لا ضمير لديه أو ذمة.
القصص في الجحود والتنكر تتراءى كل يوم، ونسمعها تحكى وكأنها لا تعني شيئاً، فعلى سبيل المثال امرأة تمنح زوجها المريض جزءاً من جسدها وتتبرع بكلية له، وبعد تماثله للشفاء وعودة القوة لجسده يتزوج امرأة ثانية بحجة أن الأولى مريضة، وأخرى طوال خمسة أعوام وهي تقوم ببناء منزل لها ولزوجها وأطفالها من مدخراتها ورواتبها الشهرية، وبعدها يضغط عليها الزوج تحت حجج واهية حتى تنقل صك المنزل باسمه، ثم يقوم بإسكانها هي وأطفالها في جزء صغير من المنزل الذي بنته طوبة طوبة، ويحضر امرأة أخرى يسكنها أرجاءه..
بالله عليكم، هل مثل هذه القصص تنم عن إنسانية، تنم عن كرم ومروة لدى أمثال هؤلاء الرجال، والمؤسف أن القصص في هذا السياق كثيرة، فكم من النساء وقعن تحت نير الوعود الكاذبة لبعض الرجال ـ والحمد لله أنهم قلة ـ لذا أقول لكل فتاة في مقتبل العمر حاذري من التضحيات التي تتم في الشهور الأولى من الزواج، حذار من المبالغة ومنح شريك الحياة دون حساب وتوثيق، بل ليكن كل شيء موثقاً ومكتوباً، كما قال تعالى:«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْن إِلى أَجل مسمى فَاكْتُبُوهُ».. رغم أن الكثير من الرجال أنعم بهم وأكرم، ولله الحمد، لكن هذا أمر إلهي للجميع للرجال والنساء، فيجب تطبيقه.. لا تمنحي أحداً أموالك أو أياً من مدخراتك دون توثيق وكتابة وشهود.