
لم أدرِ إذ راحت عيوني تدمـــع
وعد الهوى أبكي وأذنك تسمع
يا حاكماً حتـــــى بظلمك منصفا
إنـّي أروم الوصـــــــل إذ أتمنّع
والنفس تستهوي القليل ترومه
لو عندها سيب الطعام ستشبع
طمِعٌ أنــــا لا أكتفـــــي بقليلــه
جـُد لي مزيد الوجد عليّ اقنع
تعب المتيّم ما استكان عذابه
جفت الكرى عيناه ضاع المهجع
غنِّ له، إن الغنـــــــاء دواؤه
ما دون صـــوتك من علاج ينـفع
واملأ كؤوسي لا تشح على فم
آلى بأن يبقــــــــى بخمرك يترع
نال الجوى مني ولا لي َ مهرب
كذبٌ أقــــول عن الغرام سأقلع
شففاً أصاب العظم أتبعه ضوى ً
والنار موقدةُ عليها الأضلـــــــع
والشك يلعب كي يهيج إواره
مني الفؤاد المستهام المولـــــــع
يدري بأنـّك لست واصله غدا
ألفــــــــــاً تـُمنـّي ما عداه وتخــدع
قلبي الذي كتم الجراح ترفعا
مـَن مـِن كتوم ٍ للأســــى هو أرفع؟
وبه أذى ما أنت عارف حدّه
لو باحــــــــه كــــــل الدنى تتصدع
لكنـّـه لبس الإبــــــاء عباءة
نــــــــوّار، بـــــرزة عـــِـــزّةً تتلفع
أقسمت بالأوجاع وهي تلوكني
مـــــا كان من آلام حبـــــك أروع
وقبلت قتلك لي بكل دقائقي
كلـِفٌ به جـــــرس الصبابةِ يقرع
زد من عذابك كي يدوم تعلـّقي
وامدد بهجرك لن ترانــــي أجزع
وانثر بدربي عوسجاً ما راعني
حسبي قضيت العمر زهراً أزرع
إن شاق أ ُمٌّ إذ يعانــــــــــد طفلها
الجوع يرغمه إليـــــــها يرجع
ويلوذ في أحضانـــــها وحنانها
متنــعماً من دون أمــــــرٍ يخضع
حاولت إلغائـــــي بوقف تدّفقي
يا للفليـــقةِ من كريــــــم ٍ يصفع
اكتبْ بحق الشوق سطراً واحداً
وصِفْ الهوى لو كنت فيه تقبع!
واترك لأهل الفصل أن يتبينوا
الشمس تكتسح الدجى إذ تطلع
وئام ملا سلمان
2002