النادي الثقافي العراقي/ نص نثري

2018-06-04
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/12f13fc5-a203-486c-bf5b-a5e94dd00424.jpeg
في الغربة، وفي الغرب على وجه التحديد، ستعجب من كثرة التجمعات والمنتديات والروابط، والاتحادات والمراكز والمعاهد
والهيئات والنوادي العراقية الثقافية، والتي تريد ان تمثل العراق ثقافياً، وتسعى الى حصول على تمويل مِن ميزانية المدن والدول التي تتأسس فيها، أو مِن ممولين آخرين، وينجح بعضها في الحصول على هذا التمويل باسم الثقافة العراقية، وغالباً ما يكون أسم النادي أو المنتدى رنّاناً طنّاناً، يحاكي ألفياتٍ من تاريخ الرافدين، وحقباً من أمجاد العراق، فتجد مثلاً منتدى الرافدين الثقافي العراقي، أو نادي النهرين الثقافي العراقي، أو تجمع بغداد للآداب والابداع والفنون، أو ملتقى ميزوبوتاميا العراقي للثقافة والفن، أو اتحاد اوروك للثقافة العراقية
أو مركز 14 تموز للابداع العراقي، أو منتدى سومر الفكري العراقي ، أو اتحاد بابل للأبداع ، أو معهد نينوى الثقافي، وباختصار لم يبق مكان وزمان لمعلم من معالم الثقافة والحضارة في العراق، الّا وقد حمل رمزه اتحادٌ  أو تجمعٌ أو مؤسسة ، لقد حضرتِ الأسماءُ وغاب المسمى ومَن يمثله، حيث المثقف والمبدع العراقي الحقيقي والمحب للعراق، والحريص على اسم وطنه وكرامة انسانه وحياة شعبه، والمتوج بالنبل الإنساني وشرف الروح، هو العدو رقم واحد لهذه المؤسسات، وهدف عرقلته واسكاته والحد من نشاطه والتآمر عليه، هو الهدف الأول لهذه النوادي ومن يقف خلفها.. المبدع  العراقي الحقيقي ينتقل من لقاء ثقافي الى لقاء ثقافي آخر، ومن ندوة الى ندوة، ومن فعالية أدبية الى فعالية أدبية، وهو يدافع  ـ وحيداً معظم الأحيان ـ  عن وطنه وشعبه وأنهاره، وسيادة وطنه وكرامة وحياة مواطنيه، تتربص به عيون الأعداء والحاقدين ويرقبه صانعو الدسائس ، بينما أعضاء في اللجنة الإدارية لنادي النهرين الثقافي العراقي، أو منتدى الرافدين، الأدبي العراقي، يذهبون طوعاً مرتزقةً  مجندين في جيش الاحتلال ، ليعلموا الجندي الأميركي والأجنبي  كيفية التعامل الأمثل مع العراقيين 
يباركهم حينما يرجعون في إجازة عضوٌ عالٍ وعتيقٌ في لجنتهم الادارية المركزية، ويحتفل معهم بالأنخاب والمازات الشرقية والغربية أيضاَ، على طريقة : سَلمْ عليَّ بطرف عينه وحاجبه 
والبقية تعرفونها، وحينما يسكرون سيكون حديثهم المفضل، هو شتم المثقف العراقي في غيابه، وقد يكون حينها في ندوة أدبية أو أمسية شعرية أو لقاء ثقافي، بين غرباء وأعداء ومخبرين وجمهور عام ، يدافع عمّا تبقى من وطنه وشعبه وأنهاره .
حدث هذا الأمر مراراً في هذه الغربة، وأيم الحق ...


زمان ومكان كتابة هذا النص .. السادس من آيار 2018 في برلين

كريم الاسدي

كاتب وشاعر عراقي يعيش في برلين

karim.asadi777@yahoo.com

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved