لو كنت رئيسا للبلدية لجعلت الأرض تتكلم بلغتها العربية .
وقد تسألني كيف تفعل هذا ؟!
وسأجيبك في الحال إنّ الطريقة سهلة وواضحة، سأشتل فسائل النخيل بدل أشجار المورد التي أتوا بها من البلاد الغريبة لتطغى على نخلتنا رويدا رويدا ثم لتحلّ محلَها بعد عقد أو أقل أو أكثر؛ ألم يقترفوا مثل هذا من قبل ؟!
نعم، سأجعل الحدائق العامّة زاهية بالنَّخيل، والطرقات مظللة المارّة بالسعف، حيث لا تستطيع الشّمس أن تمسّ وجوههم بسوء وقت الهجير .
بل سأجعل شذى اللقاح ينتشر وقت الربيع في الحدائق العامّة والشّوارع والأزقّة، حتّى ليكاد يدخل البيوت من شبابيكها حاملا معه عبير الضّاد إلى الأطفال، فيعبق الحُجر والمطابخ والصّالات .
ثم لأهديت كلّ بيت فسيلة يشتلونها وسطلفناء البيت، أو في زاوية منه، لتصبّحهم بالغدو وتمسّيهم بالآصال؛ لتعلّم الكبار الكرم، والصغّار الحبّ والعطاء، ولتمنح الجميع الأمن والطمأنينة.
وهل حصل معك أن دخلت في حديقة نخيل وعشت هذا الإحساس الجميل ؟! هل أزاحت عنك هذه النخيل المؤنسة كلّ همومك وأمدتك بالقوّة والاعتزاز والطمأنينة ؟!
لا شك أنك أحسست بكل هذا وأنت محاط بها...
فيا تُرى ماذا يمنع رؤساء البلديات من شتل النخيل وللنخيل هذه المزايا كلّها ؟!
هذه الأشجار الخضراء الكريمة الّتي تتراقص طربا متى ما أقبلت عليها، وتعطيك ثمرا أين ثمار الأرض كلّها منه ؟!
هذه الأشجار العزيزة التي تعلمك القوّة والثّبات، تعلمك أن لا تنحني إلا لله؛ وأن لا تموت ذليلا؛ بل واقفا شامخا مغيظا أعداء عروبتك .