بعد أن جردها الخريف من أوراقها، جاء الشتاء بأمطاره وثلوجه ورياحه ليجهز على ما تبقى من ثمارها، إلا إنّ بعض الثمار مازالت باقية فالمطر زاد من حلاوتها والريح من إنتفاخها والثلج من نضارتها.
تذكرت (نخل الخصاب) حين مررت بشجرة التفاح هذه والخصاب ( خلال لونه أحمر لا يكون حلو المذاق إلا بعد المطر، وقصة الملّاك وتاجر التمور ( فهد الراشد ) معروفة لأهالي أبي الخصيب، ففي أول موسم لقطاف التمور زار الراشد أحد بساتينه في منطقة ( اللقطة ) وشاهد الفلاحين ( الكواصيص ) لا يقربون هذا النوع من النخل فأستغرب عزوفهم عن قطفه وأخبروه لا يقطف إلا بعد ( غسالة اليواخين ) أي بعد رفع جميع التمور المقطوفة من المرابد فيأتي المطر ليغسل المرابد ( الجواخين ) وقتها ينضج ( الخصاب ) وتزيد حلاوته، إلا إن الراشد لم يقتنع وأمر الفلاح بقوله:( كصو وكطو لو فيه خير لحك ربعو ) أي إقطفه وأرميه لو كان فيه خير للحِق ببقية الأنواع التي قُطِفت في موسمها .
كما لا يغرب عن البال منظر( شميرّة الدلالة ) في سوق أبي الخصيب وهي توزع حبات التفاح الصغيرة الخضراء الحامضة غير الناضجة على شكل أكوام صغيرة والتي لم يسلم منها لسان ( محمد الشاعر ) حيث خلدها بقصيدة لا تحسد عليها!.
أما هذه الشجرة المرفقة والتي فرشت الريح تحتها بساطاً من ثمارها الناضجة ومثلها الآلاف في طول البلاد وعرضها لم يتقرب أحد منها ولم يرجمها الصغار بالحجارة، ما السبب؟!.
أليكم تعليق ( سيد كاظم ) والذي منع أبناءه أكثر من مرة عدم إعتلاء أشجار( الألو والكمثرى القريبة من بيتهم وحذرهم من الركض وراء بط البحيرة ومشاكسة الحمام ).
علق سيد كاظم متسائلاً:( شبيهم زعاطيط الكفار.. مليانة عيونهم لو تربيتهم غلط )!!..