خصوبة أرضٍ وغاز ونفط ولؤلؤ تلك ثلاثية الغنى وسعة الحال لا تنطبق إلا على (القطيف)، ففي هذه البيئة الغنية ولِدَتْ، أما في ( الخبر)، وما ادراك ما الخبر، قيل مكان لتجمع مياه السيول والأمطار، وثمة مَنْ قال إنها شجرة السدر فقد نبتت وتكاثرت فطغى إسمها على المكان، وقيل غير ذلك، أما بالنسبة لي لا هذا ولا ذاك! بل واجهة بحرية وشاطئ غروب وعروس المنطقة الشرقية، وفي هذه المدينة كانت المثابرة والإنطلاق إلى أفاق أوسع وتوق لكل جديد وإلحاح على المتلقي أن ينظر ويفكر، فهي طاقة شابة واعدة في حركة فرشاتها حياة، وفي خطوطها خصب ونماء، وما بين العتمة والضوء نكتشف إنَّ حركتها مستمرة تبهر المشاهد كلما تعمقت في دقة تفسيرالحالة الفنية معتمدة على قوانين واضحة ومشروعة بعيدة عن التعتيم والإيهام.                      

في أعمالها تطرح أكثر من سؤال : ماهي حدود الحرية لدى المراة في شرق مازال يحرق البخور ويدين بالطاعة للرجل، إلا ما ندر؟

هل ما تطرحه مجرد زوبعة في فنجان، أم مشروع لإعلان إستقلالية المرأة ورفضهاً لفحولة الرجل؟

مع هذا النضوج الشخصي والعاطفي ومع عدم تجاهلها للعوامل المحيطة إستطاعت التعبير بمهارة عما يدور في ذهنية المرأة المسلوبة الإرادة لتصبح صاحبة القرارالجريء في الطرح والمعالجة.

إنها الفنانة فاطمة النمر.

محمود بدر عطية

2013