(إلـهيَ قـلْ لي مـن خـلا من خطـيئـةٍ) وذلـكَ إبــليـسٌ خـلَقْــتَ لـكي يـسـبـي
فـكيـفَ ترى مـن مـاتَ بـيـن حـبالهِ (وكيف ترى عاشَ البَريء من الذنبِ)
(أذا كنـتَ تـجزي الـذنـبَ مني بمثلهِ) وتـجعلُ عـقبى ما حَكَمْتَ على جنبي
وتـغـضـبُ مـن فـعـلٍ عـليَّ قَـسَـمْـتَهُ وأنتَ الـذي في بـطـنِ أمّي رسَـــمْـتَهُ
(فـمـا الـفرقُ ما بـيني وبينكَ ياربّي)
***
(يـقـولـونَ حـورٌ فـي الغـداةِ وجـنّةٌ) كـذلكَ وِلـدانٌ لـمـن عـاشَ في طهـرِ
نـعيــمٌ وأعــنـابٌ بـهــا ومـبــاهــجٌ (وثـمّةَ أنهـارٌ مـن الشهـدِ والخمرِ)
(اذا أخترتٌ حوراءً هــنا ومُدامةً) وصيّرتُ من كأسي نديما الى الفجرِ
وصاحـبـتُ مـن تهفـو عليّ صبابةً وداعـبـتُ فــيــها ما وعـدتَ مـثابـةً
(فما البأسُ في ذا وهو عاقبةُ الأمرِ)
***
(قـالَ شـيـخٌ لمومسٍ أنتِ سكرى) لـــكِ ساقٌ للــطــالـبـيـن ونَــهــدُ
هـمُّـكِ الاوحــدُ اقـتـنـاصُ مُـريـدٍ كــلُّ آنٍ بــصـاحـبٍ لــكِ وجـدُ)
(فـأجـابتْ إنـني كـما قلتَ ولكن) لــيسَ بي مـن ريـاءِ مـثلكَ عهـدُ
أتُـــرى تــحــتَ عِــمّـةٍ وسجودٍ ودعـــاءٍ تـــقــولــهُ لــحـشـــودٍ
(أنتَ حقّا كما لدى الناسِ تبـدو)
***
(إنْ كنـتَ تـفـقهُ يا هـذا الـفقيهُ فَلِمْ) تَعيى عنِ الفَهـمِ في رَفـضٍ وإنكارِ
إنْ لم تجدْ حجّةً في ردّ ما عـلمـوا (تـلحـو فـلاســفـةً دانـوا بأفـكـارِ)
(همْ يبحثونَ عن الباري وصَنعتهِ) في العقلِ لا في تَخاويفٍ من النارِ
يستقرؤونَ مـن البُـرهانِ حِجّـَتَهمْ يـنيـرُ ضوءُ فـتيـلِ العِـلمِ ظُلمَتَهَمْ
(وأنتَ تبحثُ عن حيضٍ وأقذارِ)
***
(مـن نـالَ ذرّةَ عـقـلٍ عـادَ منـتبـها) مُستقطِرا من صِعابِ الدَهرِ بهجَتَهُ
يـمضي بلا عَجَـلٍ فـي نـيـلِ غايتِهِ (فلَمْ يُضِعْ من ثمين العمرِ لحظَتَهُ)
(إمّـا سـعى لـرضاءِ اللهِ مُجـتهـدا) مُستحـرما دونَ شـرعِ اللهِ مـتعـَتَـهُ
ومُحجِما عن جميلِ العيشِ منعزلا يخافُ من غدهِ خوفَ الجبانِ خلا
(أو عبَّ كأسَ الطلا واختارَ راحَتَهُ)
***
(يـقـولُ الــمتـّـقونَ غـدا ستحـيى) ويـومُ الـحشــرِ فــي عــقـباكَ آتِ
سـتـلقـى فـي جـنانِ الـخُـلدِ عـيشا (عـلى مـا كـنـتَ في هذي الحياةِ)
(لـذا أخـتـرتُ الحـبـيـبةَ والحُميّا) أُسـلّي فـيهـما ما أسـطـعْتُ ذاتـي
وأغـــنـمُ لـــذّةً فــي كــلّ حــيــنِ وأمـرحُ فـي الشــمالِ وفي اليمينِ
(لأُحشــرَ هــكــذا بـعــدَ المماتِ)
**
البصرة - 1971