الى محمد خضير وحسب الشيخ جعفر.. معكم في البلوى مع العراق.
ماذا اريد من العراق؟! ( 1 )
اريد منه شموساً حرةً وضحى
وضجةً
ونساء ً
واطّحانَ رحى
اريد منه غناء الناس مشتعلاً
بين المواسمِ
مبلولاً ومصطبحا
اريد منه صبياً ساهماً قلقاً
حينا يطلُ
وحينا عابثاً فرحا
اريد منه
فتاةً كاعباً حملتْ
وقت الاوار الى مجنونها قدحا
مزاجُهُ ماءُ خلدٍ
واحتدامُ هوىً
وشطحُ موهبةٍ تستنطقُ الشطِحا
اريد منه دنىً..
تمتد نحو دنىً..
تمتد نحو رحاب ِالكونِ ماانفسحا
ومنه اريدْ
بأن اقتفي اثر النجم فيه من القلب حتى الوريدْ ( 2 )
واذا ماانتهيتُ
وشتتني بهرجُ الضوء
رحتُ اعيد اقتفاء ضياء النجومِ
وأهمل ماخرَّ منها الى القاع او كبّلته الأعادي
هاتفاً يابلادي:
انهضي الان من غيهب الموتِ
ان السماءَ بدونكِ وهمٌ
ولا الارض بعدك ارضُ
ولا الضوء ضوءٌ
ولا الماء ماءْ
اريد من العراق
اثر قدمي فوق تراب الحقول الندي
حينما تعلمتُ المشي
واثر قدمي فوق الشاطيء
حينما تعمتُ السباحة
واثره فوق كرب النخيل وسعفه
حينما تعلمتُ تسلق النخيل
واريد منه اثر قدمي - جناحي فوق أديم الكواكب
حينما تعلمت الطيران
من العراق اريد صوت امي
تغني فوق المهد
ومنهما العراق والمهد
اريد العراق - المهد
اريد منه
جدولاً متفرعا عن الفرات
وآخرَ عن دجلة
وجزراً نائمةً بين النهرين وفروع النهرين
ومن الجزر اريد الحكايا
ومن الحكايا اريد الاميرات
مثلما عهدتهن: اقماراً كاملة فوق السطوح
بدوراً تموزية
ملاحظتان :
( 1 )
كتبت هذه القصيدة في ايار 1997 وقت اشتداد الحصار على العراق , واهديتها الى الاديب محمد خضير والشاعر حسب الشيخ جعفر رمزين للادب العراقي وادباء الداخل من اصحاب الموهبة والنزاهة وحب الوطن , ونشرتها انذاك في جريدة القدس العربي اللندنية , وادخلت عليها بعد ذاك بعض الاضافات الطفيفة.
(2 )
لايخفى على القاريء الكريم ان هذه القصيدة تنطوي على تجربة اسلوبية في استدعاء الانماط الشعرية: الشعر العمودي وشعر التفعيلة والنص النثري في نص واحد وهذا ترميز الى التاريخ الشعري للعراق الذي رعى الاساليب الشعرية المختلفة.
