مثنويات ورباعيات عربية/احتمالات رُبَّما 1

2017-05-08
رُبَّما أورَدَنا الوجدُ ينابيعَ مياهٍ أزليهْ  
فأكْتنَهْنا منطقَ الطيرِ وسرَّ الأبجديهْ
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رُبَّما كان لنا أسمٌ وبيتْ 
رُبَّما كانتْ لنا سدرةُ نبقْ 
رُبَّما كان لنا في القولِ سبقْ 
رُبَّما آدمُ من أحفادنا جاء وشيتْ
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رُبَّما لَمْ نتركِ الدنيا على رغم المماتْ 
وأحلنا الموتَ ميلاداً وعرساً وحياةْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رُبَّما دارتْ على فردوسِنا الخيلُ وحاطتْنا الجيوشْ
فنهضنا من جحيمِ النارِ أحياءً وروَّضْنا الوحوشْ
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رُبَّما كانت مسناةُ الأصيلْ
بابَ عدنٍ والأساطيرُ كواكبْ
رُبَّما كان لنا الحبُ مذاهبْ
أبتدأنا فيه ماكانَ حميماً وجميلْ
 
ــــــــــــــــــــــــ

رُبَّما كانت حكاياتُ المساءْ 
بابَ عدنٍ والأساطيرُ حقائقْ
ربما كان لنا العشقُ طرائقْ
تصلُ الأرضَ بأعنانِ السماءْ

  ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رُبَّما تحرسُنا أرواحُ مَن لم يرهمْ جنٌ سوانا
رُبَّما ترقبُنا ُ أحداقُ مَن لم يرَهمْ أنسٌ عدانا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
ربما لاتنتهي أسفارُنا مادارَ نجمٌ في مدارْ
ربما أخضَّرَتْ بنا الصحراءُ وأخضلَّ على الأفقِ المدارْ
 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ربما كان السفرْ
بعضَ موتٍ  ، وقَدَرْ

ـــــــــــــــــــــــ

  
ربما مرَّ قطارُ الليلِ قربَ النافذهْ
داوياً بين حضورٍ وغيابْ 
راوياً بين ذهابٍ وأيابْ 
ساهماً بين السهامِ النافذهْ

 ــــــــــــــــــــــــ
 
ربما كان المماتْ 
زورقاً نحو الحياةْ
 
ـــــــــــــــــــــ

ربما مرَّ قطارٌ في قطارْ
حملَ الأفئدةَ الحرّى الى قلبِ الحبيبْ 
ربما أوصلَ معلولاً الى دارِ قرارْ
فنجا المعلولُ في موتِ الطبيبْ
    
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

رُبَّما نستوهمُ الوهمَ ونمضي للأقاصي في اليبابْ 
ونعيدُ الخصبَ للأسماءِ والأشياءِ من عقمِ الخرابْ
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 
رُبَّما كان لهمِّ الليلِ ميناءٌ ومرسى
رُبَّما كانتْ ليالينا تراباً في ترابْ
رُبَّما بانَ لنا الفجرُ غديراً من سرابْ 
رُبَّما نذكرُ حيناً حين ننسى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 
رُبَّما لوحَنا الدهرُ شموساً ورياحْ
واستباحتْ دمَنا العالي سيوفٌ ورماحْ

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
رُبَّما يتركُني الصحبُ وحيداً في العراءْ 
رُبَّما استنمرت ضدي جموعُ الجبناءْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ربما يتركني الصحبُ وحيداً في الطريقْ
بين أشباحٍ وأشباهِ عسسْ
ربما ماواحدٌ منهم همَسْ
بينما ينشبُ في البيتِ الحريقْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  
رُبَّما ينأى بنا عن نينوى نأيٌ وبُعدْ
رُبَّما نبزغٌ من عالمِنا السفلي من أضيق لحدْ


1 ملاحظة : كتبتُ هذا النص في صيف العام 2009  ونشرته جريدة النهار البيروتية في ملحقها الأدبي والثقافي في نفس العام .

كريم الاسدي

كاتب وشاعر عراقي يعيش في برلين

karim.asadi777@yahoo.com

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved