في برنامج ثقافي اجتماعي على القناة التليفيزونية الألمانية الثانية يديره صحافي اسمه ماركوس لانز، واسم البرنامج ( لانز ) أيضاً، يكون الضيوف غالباً من نجوم المجتمع الألماني، وأوربا، والعالَم في الثقافة والعلوم والآداب والفنون والسينما والمسرح والسياسة، هل في السياسة نجوم ؟! 

في احدى الحلقات كان ضمن الضيوف ضيف أميركي، مأثرته وموهبته انه استطاع كقناصٍ في جيش الاحتلال الأميركي ان يقتل أكبر عدد ممكن من العراقيين، ضحاياه كانوا بالمئات من العراقيين الذين كان يطلق النار عليهم ويرديهم من مسافات بعيدة، لقد تحول بين ليلة وضحاها الى بطلٍ في نظر قادته فاستحق التكريم لما الحقه في صفوف ( العدو ) من خسائر فادحة ..

 

حدث هذا ما بين النهرين وفي مطلع القرن الواحد والعشرين .. ونستطيع ان نتصور ان بين ضحاياه عراقياً غادر بيته ليطمئن على امه وأبيه، أو يزور بيت اخته أو أخيه، أو لكي يجلب الغذاء لعائلته .. لكن القنّاص الأميركي أصبح بطلاً تدعوه قنوات التلفزيون من أنحاء العالم الحر هذا وتنفق عليه مبالغ الاستضافة في فنادق من فئة خمسة نجوم ، واجور سفر على أرقى الخطوط الجوية ضمن الدرجة الممتازة، بالإضافة الى المكافأة المالية، ليأتي ويجالس النجوم في برنامج ثقافي اجتماعي، ويتحدث عن تجربته باعتباره نجماً، وبطلاً، ومن أصحاب القدرات الخارقة الحارقة .. ها هو الآن نجمٌ في برنامج !!  بينما أسياده يجلسون بعيداً خلف الكواليس ويضحكون منه ومنّا ومن اسياد سياستنا  ومن العالَم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

زمان ومكان كتابة هذا النص : اليوم الثاني من آب 2018 في برلين