لا تتحدث!، وإن تحدثت فقليلاً وبصوت خافت وطريقة مهذبة .
إزداد مستوى الود بينها وجارتها، فمع الخبز المكسّب والجبن الأبيض وأوراق النعناع،كانت تقضي وقتاً طيباً، تحتسي أكثر من إستكان شاي وتحدث -أحياناً- جارتها(أم محمد)عن سعادتها الصغيرة المرتبطة بذكرياتها الجميلة ..هناك ..في قريتها.
بعد الزواج تعرضت لأحداث شائنة بدّلت المتعة بالألم ! .
قالت وهي تداري دموعها:-أتمنى عليه أن ينظر لي بإعتباري كائناً إنسانياً وليست مجرد أنثى يشتهي مضاجعتها ! .
علقت الجارة ( أم محمد ) :- إسمعي يا بنتي، الرب يحب المرأة وإلا لما شاركته الخَلق ( وضع الجنين ) ! ، أما هذا الذي لا يرحم أي بقعة من جسدك، علينا أن نوقفه عند حده .
هكذا بدأت علاقة ( ام محمد ) الجارة الطيبة مع العروسة الجديدة صاحبة العينين العسليتين والبشرة البيضاء المشوبة بالحمرة، تلك الفتاة الممتلئة جسدياً .
كم مزقت سكون الليل صرخاتها وكم حاولت الجارة الطيبة أن تصلح ما بينها وبين زوجها، حتى بعد أن طلب منها مهدداً بعدم التدخل بينه وبين زوجته .
إنها صورة من الصور الكثيرة التي تعج بها مدن بلادي، حيث الحقوق والكرامة المهدورة لما تسمى ( نصف المجتمع ) !! ؟ .
28 أيلول /2017