أنثى الثلج

2014-03-03

إلى روح الكاتبة السويدية أستينا هرجين.

إعتادت أنثى الثلج أن تترك قفازيها ومعطفها الثلجي قرب الموقد.. قبل قليل كانت قرب شجرة " الششباري " في حديقتها الصغيرة والمطلة على السفح.. كرات الثلج الصغيرة تتدحرج وكلب الجيران متحفزاً للخروج.. تدخل أنثى الثلج.. ترمي بجسدها على أريكة الخيزران والمغطاة بقطع من جلد الماعز الجبلي ـ إشترته من إحدى المدن في الجزائر لا تتذكر إسمها ألآن ـ .. وما بين طقطقة الخشب الجاف في عمق الموقد و ألسنة اللهب تبدأ أنثى الثلج بسرد حكايتها:


سهرة

في الخارج..،

الشمسُ تختفي والبرودةُ تصعد،

منضدةٌ وكؤوسٌ هشة ودثار،

في الداخل..،

قرب الموقد،

متكأٌ وكأسُ نبيذٍ ..،

وأناملُ غضة تداعب أوتار القيثار.

 

علاقة

نسير .. الشارع يرتفع أمامنا والمنازل، القناديل تطل بأنوارها والصبايا إحتللن الشبابيك وأنت تبطئين السير.

ـ نواصل، لنصل، أم نرجع مندحرين؟!

ـ نوا.. نواصل،

ـ من دون أن ننحني.


واجهة البحر

الريحُ عاليةٌ..،

لكنَّ الأشجارَ لم تنحنِ،

فالعشاق هنا!.

و حين يغادر العشاقُ واجهة البحر،

يحتلها السكارى والمنبوذون،

وحين يغسل الموجُ الحصى الناعم،

يبحثُ السكارى والمنبوذون،

عن ذلك الشيء الناقص في قلوبهم!.

 

مشاركة

البار القريب..،

يملئه الضجيج،

النادلة ـ على غير العادة ـ ترمق القادمين بإنزعاج،

في الخارج كان الثلج كثيفاً والطريق زلقاً،

شربنا كثيراً وأنثى الثلج ممسكةٌ بذراعي،

لا أدري إن كان شيئاً يجمعنا!

ليس سوى الصقيع والثلج،

كنا كسمكتين في حوضٍ زجاجي،

إذن تلك هي الحياة.


وحدة


مع ماكنة تشذيب العشب

وصوت الطائر المعتاد،

تبدأ صباحها الهادئ،

ومع صوت المطر ورائحة الريح،

تختم جولتها،

وحين تأذن الشمس بالمغيب،

تدخل شقتها،تستحم، تغير مكياجها،

تفتح شباك غرفة نومها،

البحر نفسه والسماء,

لكنَّ الطائرَ إختفى!.


أنكي

في لحظة قاهرة

سقطت من ظهر الجواد الوديع،

لم تقوَ على شيء،

لكنَّ العائلة لم تبخل بشيء،

قالت: دع الحزن لي!

فكان وداعاً ليس إلا ..،

وداعاً للحياة.

 


لقاء


مبتهجاً وهو يعد العدة ،

فلقاء الصيف الماضي كانَّ جميلا،

واقفاً والمرايا تشكّل هيأته،

وخيوط الدخان تقلق راحته،

تنهد بعمق ..،

وأفضى إليها ،

بما تطلب!.


آن و جان

"إمرأة جذابة في أواسط العمر هي من أعظم متع الحياة"


" يكفي إنه يكبرها بإثنتين وعشرين عاماً، وهو فارق كبير بالنسبة إليه هو على الأقل، حتّى وإن كانت غير مكترثة لذلك".


(آن ) لا تملك أولاداً..،

تسافر صيفاً نحو المتوسط،

تستمتع بالشمس ،

وبأكلات الشرق الدسمة.


(جان) رجلٌ على الأرجح..،

يقضي الصيف قرب بحيرة (فانرن)*،

يستمتع بالشمس الخجلى،

ويلعب كرة التنس،

يحضر وجبات طعامه،

ويبدو حزيناً،

في ليلة دافئة وبهدوء شديد،

إلتقيا وقررا شيئاً.


مكاشفة

تتيه العطور في دروب المدينة..،

والعابرون يؤدون السلام،

وأنت منشغلاً بالبحر والرمل والأغنيات،

تتلقى الزهور الملونة والبطاقات المذهّبة،

لكنك لم تتقن لعبة الحب بعد،

الفتاة التي فاجئتك متلبساً عند الصباح ،

تركت طعم قبلتها في كوب (البورسلين) وتناءت!

وبقيتَ تسأل : أي المسافات تُقلق؟!

المسافة بين أذنك والكلمات،

أم بين عريك والقصيدة.


بطاقات ملونة من وإلى أُنثى الثلج

ـ1ـ

هاتفك الملعون أقلك راحتي

وجنـونكِ قد فاق كـل جنون

ـ2ـ

لا تبتعد عني، أجن،

وإن جننتُ، أموتُ،

فأفهمني!!.

ـ3ـ

لا تنقطع عني، فإنّ زيارةً،منك،

تعيدُ لي الحياة.

ـ4ـ

ـ لمــاذا تحـدق فـي قوامــي؟!

ـ نظري إليك يزيد في الإلهام.


ـ5ـ

ـ ماذا ستفعل لو تركتك؟،

ـ سأكـتـشف الأخطاء إنْ كنتُ عاقـلاً

وإنْ كنتُ مجنوناً سأحرق أشعاري

ـ6ـ

أحتاجُ صبركَ كي نحققَّ غايةً

،كـبـرى، تعـيـد لنـا الســعادة


محمود بدر عطية

2013

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*ـ بحيرة تقع جنوب السويد.

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved