كتبت في مقالي السابق تحت عنوان ( الشعب يريد اسقاط سايكس بيكو ) وهي الإتفاقية المشؤومة - وما أكثرالاتفاقيات - والتي عُقِدَتْ بين مايك سايكس البريطاني وجورج بيكو الفرنسي باشراف روسيا القيصرية , حيث احتوت على اثنتي عشرة مادة ولست راوياً للتاريخ بقدر ما أثيرها محللا للفكرة ومحاولا ربطها مع الواقع لفهمها أو تقريب فهمها . جاءتني ردود وتعليقات وحوارات كثيرة , نسبة كبيرة منها تصب بمحور واحد وهو اسقاط أنظمة الدول العربية المُقَسَمة على الأرض بعد ان قُسِّمَتْ على الورق - لاعادة بنائها من جديد - حيث تحدثت اتفاقية سايكس بيكو عنها سواء أكان حديثا مباشرا أو غير مباشر كما في المادة التاسعة من الاتفاقية والتي تلزم الحكومتين البريطانية والفرنسية بعدم التنازل عن مناطق النفوذ المشار لها في منطقة العراق وبلاد الشام وكذلك شبه الجزيرة العربية الا باجماع حكومتيهما المسبق , والمادة الحادية عشرة من الإتفاقية نصت : " وتستمر المفاوضات مع العرب باسم الحكومتين بالطرق السابقة نفسها لتعيين حدود الدولة أو مع حلف للدول العربية " , وأدعو من لم يقرأها بعد , أن يقرأ هذه الإتفاقية لقراءة ما كنا قد تأخرنا كثيراً عن قراءته بل فهمه . يظن البعض عندما نتحدث عن اسقاط سايكس بيكو اننا نطالب بإزالة الحكام والجيوش والحدود , وهذا وَهْمٌ أيما وهم وبُعْدٌ عن جادة الصواب أقلها في هذه المرحلة , فالبداية ترتيب الأولويات حيث تمثل ضرورة ملحة ضمن هذه التحديات والتي ما زالت تواجه أمتنا العربية , والذي يدفعنا للوقوف عندها حيث تستحق الدراسة والمراجعة , فالوحدة أشكال وآليات وصور كما للفرقة أيضا أشكال وألوان والتي مارسنا بعضا من أشكالها بل أتقنا جزءا منها , دون دراسة أو مراجعة . وكل ما نطلبه تأسيس الوحدة على أسس استراتيجية تخدم مصالح الأمة وتحترم شعوبها وليتفق حكام هذه الدول على أسلوب عيش وآليات تنسيق مشترك لأمة طالما وحدتها لغة ودين وعادات وتقاليد والعالم الافتراضي والذي نعيشه ونمارسه , فجزء منه وَحَّدَ قليلا من الأفكار والأعمال في عقول شبابنا , إلا أن الدور المناط به وبهم لم يكتمل بعد , ولو ظهرت الفضائيات مبكراً لتوحدت اللهجات وتواصل المجتمع العربي أكثر مما هو عليه . وحقيقة الوحدة ماثلة أمامنا في أوروبا وغيرها من دول العالم , فالوحدة الاقتصادية والإجتماعية والسياسية والعسكرية قدمت لنا خير شاهد لحاضرنا المعاصر فكان حَرِيَّا بنا أن نكون موحدين نعيش ضمن وطن عربي واحد نتحرك من دولة عربية لأخرى باحترام ولتنزع التأشيرات ولنطبيق ذلك على مستويات ومراحل عدة وأعمار محددة وبتدرج لنجاح التجربة , فلنجرب ونتعامل مع بعضنا البعض كما نعامل الأمريكي والكندي , ونعلن اعلان مبادىء مشترك لعيش حر كريم . ناديت بمقال سابق شباب الأمة لتأسيس الوحدة ونزع قيود الفرقة ولننشىء ميدان في كل دولة من دولنا العربية ونطالب باسقاط سايكس بيكو واختيار يوم 7-6-2011 ذكرى سقوط الأقصى في عام 1967 والذي مضى عليه تحت الاحتلال 44 سنة هي كافية لتوحيدنا ووحدتنا في جميع دولنا العربية . لذا نؤكد إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار . وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة . مهلاً تستطيع الآن شرب القهوة Dr.mansour_sal@yahoo.com