من دول الطوق الى القدس كبارا زاحفون في الخامس من حزيران للتاريخ عنوانا حافظون , فالمسيرة تلو المسيرة والنجاح له قارئون , فالعدو لجيشه نادى وجَنَّدْ والشباب لفلسطين سار وأيَّد , في دول الطوق وفلسطين نفض الغبار وجدد , وامتنا تعيش الحدث وتشهد , شباب عرفوا الطريق وساروا بها , وبهم نسعد . لمسيرة تتلوها مسيرات بعشرات الالوف مؤملون بمئات - الالوف - , نِعمَ الشباب شبابا قاهرا لكل الظروف , من سوريا الأبية ولبنان الشموخ , وأردن النشامى الهاشميه , ومن مصر الثورة العليه , نزيد وعيا وإدراكا وتحملا للمسؤوليه , معكم يا شباب أمتنا العربية . ها نحن نسير سير العظماء نسطر مجدا لان المجد لمن صدق لا لمن سبق , فالمعيار واحد , ان كان قد اتفق . كنت قد كتبت مقالا بعنوان شهر النكبة وتقسيم فلسطين الثاني لأصف الحدث فيما مضى ناظرا لما هو قادم , آمِلاً من جموع شعبنا وشبابنا العربي في دول الطوق المحيطه بفلسطين من الأردن ومصر وسوريا ولبنان ليتحركوا تجاه الحدود ونقاط التماس مع الكيان الغاصب حيث شعبنا المظلوم داخل الوطن المحتل ليعلو صوتهم سائرين لفلسطين الانبياء وفلسطين العزة والإباء . لينقل هؤلاء الشباب نموذجا لِسَنَةٍ قادمة في دولنا العربية طال انتظاره , ويسرني ان اسميها دول الشوق , فهم مشتاقون لفلسطين ولأرض القدس الشريف , مشتاقون ليافا وحيفا والناصرة مشتاقون للرملة واللد وصفد مشتاقون لطبريا وعكا وبيسان, وبئرسبع الرجال وعسقلان, وغزة الصابرة وخان يونس والجليل , مشتاقون لبيت لحم ورام الله والخليل , مشتاقون لنابلس وطولكرم وجنين , مشتاقون لكل فلسطين ليجددوا عالَمَاً عربيا طالما قد شَعَرْ ويحركوا ساكنا كان قد انتظر, فهنيئا لكم السبق يا شباب امتنا وان التاريخ لكم كان قد ذَكَرْ. ليسمح لي القارىء العربي الكريم بجميع بلادنا العربية أن أصف الحدث لما هو قادم وكأننا نراه معا , من منتصف أيار الى السابع من حزيران , فلتتحرك الجموع نحو الأرض المقدسة من نهر الأردن وجسر الملك حسين في أردن الكرامة والشهامة , ومن حدود الجولان المتصلة مع مجدل شمس في سوريا الشام والأصالة , ومن مارون الراس وبوابة فاطمة في لبنان النصر والصمود , ومن العريش وسيناء ومعبر رفح بمصر العروبة ومصر الثورة , في اليوم الخامس عشر من مايو وفي الخامس من حزيران ذكرى النكسة ولنضف تاريخا آخر السابع من حزيران وهو ذكرى سقوط المسجد الاقصى والقدس بيد يهود . لتعلو الاصوات مطالبة بتحرير فلسطين ليُسْمِعَ شباب أمتنا العالم بأسره والأمم المتحدة بحراك سلمي وزحف أُمَمِيّْ من استطاع فليصل ومن لم يقدر فهو بميدان دولته , معتصما ومؤيدا ومناصرا وتكون ميادين التحرير في كل بلد عربي تَعُجُّ اسبوعيا بشباب الامه وفي كل جمعه أو بيوم عطلة دولته , وأما الدول التي لا يُسمَحْ فيها بمسيرات أو تظاهرات فلتصنع ندوات ومحاضرات عن فلسطين بحراك شعبي على امتداد الثلاثة أسابيع احتراما لخصوصيتها ودول الشوق لا تقل عن خمس عشرة دوله ان لم تزد وهي جزء منا ونحن منها فوالله ان شباب امتنا العربية في دول الشوق ينتظرون الدعوة بلهفة ونحن بدول الطوق شرفنا الله ان نسهم في البناء والتأسيس , تأسيس ثقافة وفكر طالما قد قُمِع سواء كان بتدبير ماكر أم بترك عاقل وأحسب اننا قد بدأنا ولن نقف . أما الحراك الآخر فهو من العالم الافتراضي وبكل قوه وفهم أصبحنا نقتحم البيوت والأفكار والعقول وصولا للقلوب من خلال هذه التقنية فلنحسن استخدامها ولنُبْقِي على جذوتها وأحسب أنها اليوم في قمة نشأتها ونشوتها. أؤكد إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار, ليعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة . مهلاً تستطيع شرب القهوة Dr.mansour_sal@yahoo.com