لذا كأي فلسطيني يعيش في أرضه أكان جسماً أو روحاً او عقلاً أو وعياً يحتوي الشعور والأحساس ولو اجتمع كل ما ذُكر أو بعضَه - أجد نفسي والآخرين بل - هو من واجب الجميع مراجعة ما سبق والوقوف عنده والتأمل فيه .
صوت المعركة نادى وليس هناك مَنْ يُجيب , إلا قلة قليلة ممن أخلصوا جاهدين وثبتوا مجتهدين كي يسطروا بدمائهم أمجاد العزة لهم ولفلسطين , ولكن , سقطت فلسطين كل فلسطين , سقطت من الفهم الرسمي العربي وبالفهم الرسمي العربي سقطت أيضاً ولا أدري من الذي سقط , لا أظن إلا لفلسطين العزة والكرامة وللأرض الرجولة والشهامة , لكنها الهزيمة التي جعلت من الحجر والتراب أدوات بيد اطفالنا , يخافها المحتل , ويَصْعَدُ كل ما على الأرض المقدسة من جماد , أكثر من العده والعتاد .
ارتفع المسجد الأقصى الى ما يليق به ولن أقول سقط , حيث هُزم كل من كان حوله ويملك سلاح , وبقي شامخا عزيزا , نعم دخله الصهيوني الغاصب واستباح , وانقض على أرضه المقدسة وشجره وحجره بشتى وسائل الظلم والقهر , وبقي صامدا كالصخر , كيف لا وفيه الصخرة المشرفة وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .
أغلق المحتل أبوابا واستباح أخرى , ومزق ارصفة وقطع طرقات , وهدم بيوتا ودمر حارات , وما حي المغاربة الا شاهدا عبر تاريخ كان وما زال يثبت لنا الذكريات , وفي كل يوم يغيّر معالم الأرض ويرفع شعارات , كي يؤكد الإدعاء الظالم والذي نادي به عرابهم ومؤسس دولتهم المسخ بن غوريون حين أعلن يومها دولة الشؤم وقال أن لا قيمة لفلسطين بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل (المزعوم) .
علما ان القدس لم تسقط الا في اليوم الثالث للحرب بعد دفاع فردي مستميت واتخذت مصر قرار الإنسحاب وتبعتها الأردن بفارق أربع ساعات من ارض المعركه قبل سقوط القدس ليدخلها ذاك الرجل معصوب العين متزعما لواءًا من جيش الكيان الصهيوني يسير بطرقات القدس العتيقة ليعيث بها فسادا , هو ومن أتى بعده .
أعود لما بدأناه في المقالات السابقة حيث تحرك جدي رحمه الله وأخي الاكبر وهتفوا ورحبوا بالقوات القادمه حيث اعتقدوا انها القوات العربيه , فكانت الصاعقة تنزل على كل من سمع اللغة وشاهد اللباس , وفعلا كان العدو قد التف من المناطق الأخرى وليس من الغرب وهذا ما ذكره دايان وزير دفاعهم في مذكراته ليحقق أمرين الأول تضليل الطرف الآخر بعكس ما يعتقد والثاني ترك مجال لخروج العسكريين العرب من أرض فلسطين وبسرعه فائقه , لذلك دخلت قوات الكيان الصهيوني من ثلاثة محاور أخرى غير الغربيه وحدث ما حدث وسقط معظم انحاء الضفة الغربيه وآخر ما دخلوه هو أقرب المدن لهم من الغرب والمحاذيه لحدودهم .
أسموها نكسة وهي هزيمة نكراء عاشها الرسميون , ما دفعني ان أبوح بوعي أراه فيكم والأمل أشد ما يكون , لأمة عرف شبابها قبل شيابها اين الحق وكيف يطالبون , فمن دول الطوق حراك بعد سكون , أسموه ثباتا , فان لم يكن مواتا , فماذا سيكون , تحركتم فحركتم , وناديتم فأسمعتم , وهتفتم وأجبتم , وعرفتم فلزمتم , فنعم الحراك حراككم لِيوقِفَ سجانٌ ويمنعُ سُجونْ .
أؤكد إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار, ليعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة . مهلاً تستطيع شرب القهوة Dr.mansour_sal@yahoo.com