الأشخاص ذاهبون والقضية باقية وستبقى فهي أكبرممن جاء لأرضنا محتلا او غير ذلك , فان تنازل المتنازلون أو تساهل العرب أو أهملها العجم أو بطش المحتل بتعاطف غرب أو شرق , ففلسطين أكبر من كل المؤامرات وهي كالأم المخلصة لكل من يعود لها فهي المرجع وهي الأصل وهي الحق , وما دفعني لهذا التفصيل عدم معرفة غالبية شباب أمتنا العربية بأجزاء فلسطين وكيف تم تقطيعها والخلط ما بين قرار التقسيم الأممي وما بين التقسيم الثاني على الأرض. شهر مايو شهر النكبة وشهر يونيو شهر النكسة نتمنى ان تتبدل المسميات في قادم الأيام ولكنه الحدث الذي فرض الواقع حتى اختلط على الجميع وبات الواقع وكأنه حقاً لعدونا , فاحدث هذا الواقع مسميات جديدة كل ذلك في 15 -5-1948 يوم النكبة . ولعلي أُفاجِئ كثيرا من الناس لو قلت أن حرب عام 1948 دارت بين العرب واليهود وكان تعداد المنظمات اليهودية الثلاث الهاغانا وشتيرن وآرغون وفي أقل الروايات قرابة 67 ألفا وبلغ تعداد الجيوش العربية آنذاك مجتمعه وفي أكثر الروايات قرابة 17 ألفا وهذا به تفصيل في مقال آخر وبدءت مليشيات يهود المجرمة بحرق المزارع وهدم البيوت وذبح الأطفال والنساء والشيوخ في بعض القرى وانتشر الخبر , واحتلت المليشيات فلسطين 48 لتسمى فيما بعد بالكيان الصهيوني الغاصب ( اسرائيل) . وشَرَّدَ المحتل شعبا بأكمله وتجزأت فلسطين لثلاثة أجزاء , الأول هو فلسطين 48 وهو الأكبر والذي اقيمت عليه دولتهم والثاني هو الضفة الغربية بما فيه القدس الشريف والثالث قطاع غزة وتمخض عن ذلك مسميات جديدة للانسان الفلسطيني فهناك اللاجئ وهناك النازح وهناك عرب 48 وهناك ابناء الضفة وابناء المخيمات وابناء قطاع غزة , تعامل معها البعض باحترام وآخرين بإذلال وما بين الاولى والثانية بقي الحق شاهدا لاصل النكبة وما تلاها من ظلم لهذا الشعب وتواجد الفلسطيني على أرض فلسطين بصور عدة الأول هو الفلسطيني الذي بقي في الأرض ولم يغادرها منذ عام 1948 حيث قامت دولة الكيان الصهيوني ولم تفلح آنذاك بإخراج الفلسطينين من أرضهم حيث بقوا متشبثين فيها مدافعين عنها مخلصين لها اختلط التراب بدمهم وعرقهم وأُطِلق عليهم عرب 48 , ويحملون الجنسية الاسرائيلية ومن خرج منهم قسراً اثر مذبحة أو دمار سمي لاجئ . الثاني هو من بقي في أرض القدس والضفة الغربية لنهر الأردن ويحمل الجنسية الأردنية والتي تم منحها له أثر مؤتمر اريحا عام 1949 والذي كان قد وحَّدَ ضفتي نهر الأردن الشرقية والغربية تحت المملكة الأردنية الهاشمية حيث كانت الاولى تملك سيادة ودولة , والثانية عتاد وعدة , فالتقت المصلحة وتجلت الوحدة بأفضل صورها وحمل الجميع الجواز الأردني واصبحوا مواطنين اردنيين لهم كافة الحقوق والواجبات وانصهر المجتمع ليصنع حضارة وثقافة وفِعْلاً كان قد حدث. الثالث هو من بقي في قطاع غزة الصامد نتيجة حرب 48 ويحملون الوثيقة المصرية ويعيشون في قطاع غزة حيث صمد أهله وبقوا مخلصين للأرض وانغرسوا بترابها حيث عانوا من الوثيقة المصرية ما لم يعانيه ولن يعانيه اي بشر على وجه الأرض لانتقال أو استقرار أو سفر .

 لذا نؤكد إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار .

 وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة .

 مهلاً تستطيع الآن شرب القهوة

Dr.mansour_sal@yahoo.com2 attachments - Download all attachments