سيف القذافي خرج علينا قبل - ومثل - ابيه في خطاب للشعب الليبي مهددا متوعداً مرتبكاً ويديه مرتجفتان ناقلاً رسالة ذل وإهانة لشعب طالما رزح سنين تحت ظلم والده ظاناً تسويقه لمثل هذا الخوف والوعيد ليؤتي أكله أمام شباب باحثٍ عن عزة وكرامة سلبت عبر زمن مساوياً لأعمارهم بل يزيد . قبل ثلاث سنين أو أكثر كشف سيف القذافي عن مسودة دستور جديد للبلاد في كلمة القاها امام جمع كبير في مدينة بنغازي ، داعيا الى اجراء حوار وطني يشمل كل الشعب الليبي للتوصل الى الصيغة الملائمة للدستور في أسرع وقت , بعد أن كان قد ألغى والده العمل بالدستور الملكي عام 1969 أي قبل مولده بثلاث أيضاً . مضيفا حيث قال: "التحدي القادم الذي يواجهنا هو اصدار سلسلة من القوانين، ولنسمها دستورا او عقدا اجتماعيا او اي شئ آخر. المهم هو ان يكون لدينا عقد ينظم حياة الليبيين". مشترطاً الاتفاق على عدد من الخطوط الحمراء التي لا ينبغي تجاوزها، وهي الاسلام ، وامن واستقرار البلاد والوحدة الوطنية، ومعمر القذافي". وقال في محاضرة ألقاها قبل بضعة شهور بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية بعنوان "ليبيا.. الماضي، الحاضر والمستقبل"، إن بلاده التي وصفها بـ"أكبر ورشة عمل في العالم"، تحتاج إلى ما اسماه بالرؤية التوافقية للديمقراطية التي "تجمع بين الديمقراطية الشعبية المباشرة والديمقراطية النيابية والديمقراطية التداولية، في نظام يكفل مشاركة كافة أفراد المجتمع في العملية الديمقراطية، وبما يتلاءم مع المجتمع الليبي وتركيبته القبلية وثقافته العربية والإسلامية". عبارات رائعة !!!!! قد تستغرق وقتا طويلا لبنائها أكثر من البناء على الأرض , وكأنه يعيد الصورة مرة أخرى لأبيه وفلسفة الأشياء من منظوره التي تبحث في سطحية العبارات تارة حين الحاجة الى عمق وتبحث بعمق كلمة او كلمات لاستخراج سادية لا حاجة لها, وما "اسراطين " الا مثال من هذا . كنت أقول لا وجود - ولا ينبغي أن يكون - لمثل هكذا شعب يمارَسُ عليه كل أنواع الضياع ممزوجا بظلمٍ مازال يتجرعه بكافة أطيافه , ألم يكن بمقدوره اخراج قائدا غير هذا , وشعب يقاد بهذا لا حياة له تعد ولا ايام ولا منجزات . فاعتذر للشعب الليبي عن ذلك الوصف وأتمنى أن أعتذر الى شعوب أخرى تفتقد الحرية ونحب لها الحرية كما نحب لأنفسنا حيث افتقدناها في فلسطين بفعل عدو محتل بغيض مجرم أتى على الحرث والنسل وأما أنتم !!!! , فماذا ؟ فلا دستور ولا اتفاق ولا حكم. لذا نؤكد إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار . وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة . مهلاً تستطيع الآن شرب القهوة Dr.mansour_sal@yahoo.com