قصيدةُ العراق

2016-03-14
اِقرأْ بما خطتِ الأقلامُ والصحفُ
لتقرأَ الكونَ اذْ يحبو واذْ يقفُ
 
واِذْ يحاولُ انْ يمشي فتسندُهُ
كفُ الفراتِ ويرعى خطوَهُ الجُرُفُ

واِذْ يحاولُ انْ يعدو وتلهبُهُ
شمسُ الهجيرِ، فيبني ظلَه السَعَفُ

قبلَ الكلامِ وقبلَ البدءِ مُبتدِئاً
كانَ العراقُ ، فكانَ العشقُ والديفُ**

هوَ المحبةُ اِذْ تُبنى جنائنُها
وهوَ السلامُ بقلبِ الكونِ مؤتلفُ

قيامةٌ منذُ بدءِ الدهرِ قائمةٌ
قوامُها لقويمِ الخلقِ ينتصفُ

اِني لَأعجبُ مَن خانوا ومَن نقضوا
عهدَ العراقِ ومَن باعوا ومَن عزفوا

عن حبِ لؤلؤةِ النهرين كيفَ لهمْ
انْ يستحلَ محلَ اللؤلؤِ الصَدَفُ ؟!



هنا الهتافُ ابتدى مِنْ غيبِ موحِشَةٍ
فصارَ أولُ اِنشادٍ لمَنْ هتفوا

هنا هنا سُرَّةُ الأكوانِ أجمعَها
حبلُ المشيمةِ منها مانحٌ رَعِفُ


هنا هنا النهرُ مَنّاحاً فكيفَ اِذاً
يسعى لقطعِ وريدِ النهرِ مُغتَرِفُ

هنا العراقُ عروق الأرضِ أترعَها
بالماءِ حتى غدَتْ يهفو لها اللهِفُ

فكلُ قطرٍ سعى يرنو الى هدفٍ
وللعراقِ العريقِ المطلقُ الهدفُ

مَسَّتْ لآليءُ آلِ البيتِ جبهتَه
فباتَ منهُ نجومُ الكونِ تغترفُ

وحاورتهُ دنىً قبلَ الدُنى أزلاً
فقابستْ جوهراً ماضمَّهُ خَزَفُ

وسطّرَ السومريُ الحرفَ مبتدِئاً
مابينَ نهريهِ فأنصاعتْ لهُ الحِرَفُ

فكانَ منها حروفيٌ وراويةٌ
وراصدٌ في مدارِ النجمِ يعتكفُ

وجابرُ الجبرِ ترميزاً وأمثلةً
وواضعُ الأسِ فوق الرقمِ ينضعفُ***

فيه المقيمُ على الأبراجِ خيمتَهُ
قَصْراً من الكلمِ المسبوكِ يأتلفُ

تغيبُ صورةُ شِعرٍ عن سبائكِهِ
حتى تعود ولا أبهى اِذا تصفُ

تغيبُ رسْمَةُ نجمٍ عن خرائطِهِ
حتى يضيف لها نجماً سيكتشفُ

والصابئيون اِذْ يحيى يعمدُهمْ
والنورُ والماءُ عرفانٌ لما عرفوا




أبا النخيلِ أبي الأعذاقِ حاملةً
أقراطَ ياقوتِها تمراً سيُقتطفُ

أبا المضائفِ والأسيادُ سادتُها
مِنْ كلِّ أبنِ أميرٍ جودُهُ شَغَفُ

أبنٌ لِعشرٍ وخطوي واثقٌ جَذِلٌ
لرفعِ رايِكَ والطلّابُ تصطففُ****

وفوق هاماتنا شمسٌ مُشعشِعةٌ
تكادُ من وهجِنا تذوي وتنكسفُ

والآن وحدي وجيشُ الضدِ يرقبني
من كلِ حاملِ أضغانٍ بِهِ صَلَفُ

موحَدٌ بكَ والأنذالُ ترصدني
وقائلٌ فيكَ والمدسوسُ يرتجفُ

حملتُ اسمَكَ فوقَ النجمِ أرفعُهُ
فراحَ يشتمني المأبونُ والصَلِفُ

وما الصلافةُ طبعٌ في ـ بسالتهِم ! ـ
لكنهُ سخفٌ مابعدهُ سخفُ

وتابعٌ لقطيعِ الحزبِ يلعنني
ومِن غبارٍ لأقدامي لهُ شرفُ




أخوانُ يوسف لايدرون مافعلوا
ففي غدٍ قاتمٍ لاينفعُ الأسفُ

سيعلمونَ بأن النورَ أروعهُ
لبدرِهم ذاكَ مَن ظنّوه ينخسفُ


سيعلمون بأن النبلَ أجملهُ
جميلُهم ّذاك مَن ( واروهُ ) وانصرفوا




* كتبتُ هذه القصيدة في تموز هذا العام  2015 في برلين ولم تُنشر الى الآن في أي جريدة أومجلة أو منبر ورقي.



**  الديف : درجة عالية من درجات الحب ، وأسم من أسماء الحب المئة في اللغة العربية.


*** ألأس في الرياضيات والجَبر يضاعف الرقم أو الرمز أو الحد الرياضي أذا وضع فوقه فالرقم 2 مثلاً مرفوع للأس 3 يعني حاصل ضرب الرقم 2 في نفسه ثلاث مرّات أي 2.2.2 أو 2x2x2  والنتيجة تساوي ثمانية.
لذا أتى الفعل ـ ينضعفُ ـ هنا من المصدر ضِعْف والجمع أَضعاف ويدل على المضاعفة والكثرة  ، وليس من الضعف والخواء.


**** من الذكريات التي تلازمني من المدرسة الأبتدائية تقليد رفع العلم العراقي الذي يرقى الى مستوى الطقوس حيث كنتُ أتقدم بين أثنين من زملائي في فرقة الكشافة المدرسية لرفع العلم العراقي فوق ساحة المدرسة في اصطفاف مدرسي مهيب  يشرف عليه مدير المدرسة والمعلمون وتُقرأ فيه القصائد مثل:
عشْ هكذا في علوٍ أيها العلمُ
فأننا بكَ بعد الله نعتصمُ !
وحيث كان حب الوطن والأنتماء اليه عند العراقيين فخراً مابعده فخر !


***** في تاريخ العلم والفيزياء والفلك ان النموذج الفلكي الذي وضعه السومريون للكون والمجموعة الشمسية قبل حوالي خمسة آلاف عام لايختلف كثيراً في  تصميمه ودقته عن النموذج الذي وضعه العلماء الفيزيائيون الفلكيون الأوربيون بعد تطور المراصد وطرق البحث والرصد في القرن التاسع عشر، وان بعض الكواكب والأجرام مثل نبتون وبلوتو كانت ممَثلة وموجودة في النموذج السومري ، الأمر الذي يثير دهشة واستغراب وأعجاب العلماء المعاصرين!!! 

كريم الاسدي

كاتب وشاعر عراقي يعيش في برلين

karim.asadi777@yahoo.com

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved