أعلنت دورية " الأبيض " عن مسابقة لإختيار رموز جديدة للعراق الجديد الذي يتطلع إلى بناءعالم أفضل ، إلى عالمٍ يسوده الحب والتلاحم والسلام، ومن أجل عراقٍ كهذا، وجدت دورية الأبيض أن تكون رموزه مستمدة من الإستشارة الشعبية ولذا قامت بعرضها على الجمهور للمشاركة عبر الأنترنت، وتلبية لذلك وحباً بالمساهمة في بناء عراقنا الجديد قدم الدكتور الفاضل سعد محمود الجادر تصميما ًمقترحاً لعلم وشعارالجمهورية مع شرح ودراسة وافية للدلالات التي يحملهاالعلم والشعار..
" تجاوباً مع اقتراح دورية " الأبيض " الغراء، اعلان مسابقةلاختياررموز جديدة للعراق تستمد شرعيتها من خلال عرضها على الجمهورللمشاركة عبر الأنترنيت، اقدم هذه المساهمة لتصميم علم وشعار جمهورية العراق "
د. سعد الجادر
رموز ودلالات للوحدة والتوحيد والتعمير
علم جمهورية العراق
تتكون الصورة من تركيب ثلاثة أشرطة عمودية متساوية المقياس إحياء لعلم جمهورية 14 تموز التي ُانجزت في ظلها أبرز مكتسبات العراق الحديث، وذلك بنسبة تبلغ 3:2عرض كل من الأشرطة نصف طول العلم . والألوان هي من اليمين:
الأخضر فالأبيض فالأحمر. ويتركز الوقع الفني على الحقل الأبيض المتوج بعبارة الله اكبر التي تعلو رمز الشمس الحاضنة لحفارة بئر النفط .
تتجاوب ألوان العلم المقترح مع اعلام العراق السابقة والبلاد العربية والعالم الإسلامي وغدت جزء من الذاكرة الجمعية التاريخية .
الأخضر
أمل العراقيين بوطن خصب نقي البيئة، خالٍ من أسباب التلوث الصناعي والسياسي، ويرمز لثورة زراعية واكتفاء ذاتي .
الأبيض
رمز السلام والتآلف، يفترش محور العلم تعتليه عبارة " الله اكبر " وتطرزه حفارة بئر الثورة على أرض الشمس، إشارة لعراق المستقبل حيث يواصل العراقيون حلقات التواصل بتجديد وإبداع :
تعمير العراق على أساس خطة تنمية شاملة وظيفية مدروسة علمياً، تقديم حلولاًجذرية للمستقبل، خطة وطنية أقليمية تنجم عنها شبكة استيطان جديدة للعراق، وتنمية بشرية مستديمة للعراقيين، هي التي تشد البلاد والمجتمع، وليس التعمير الذي يتحدث عنه الغزاة فساداً وخداعاًوتضليلاً واحتيالاً.
الأحمر
إشارة للتضحيات الجسام ودماء الشهداء الأبرار، لون الإستقلال والقوة والجرأة وإعادة بناء الوطن بوحدة أرضه وتوحد شعبه .
الأسود
خطت به عبارة الله أكبر،ورسمت حفارة بئر الثروة والعجلة . لقد أثرت في كل من الإقتراحين: العلم والشعار،تقليص مساحة الأسود لارتباطه بالمآسي والأحزان، وتكريس التخلف والأمية واليأس .
الله أكبر
صممت عبارة الله أكبر في قمة العلم تاجاً له، وقد نفذت بالخط الكوفي المربع الهندسي الأثري الصارم والكثيف ذي الخطوط المتعامدة والزوايا القائمة .
الله اكبر، هوالشعارالإنساني الخالد الذي يقدسه العراقيون بجميع طوائفهم وأديانهم، فهو عنوان الإيمان بالله، بالشعب، بالنصر، وبالوطن .
لقد أعلنت الإدارة الأمريكية حرباً " صليبية " على "الإرهاب الإسلامي" و "الفاشية الإسلامية " ويحرّض الإعلام الإستعماري ضد الإسلام والمسلمين ديناً وثقافةً وشعوباً، والله أكبر، رمز للتصدي والمقاومة، ورفض الإستبداد ومطالبة بالحرية والعدل والإخاء الإنساني .. ا
الله أكبر، منهج وقاعدة :
الا يسمح بصعود حاكمٍ ظالم مستبد فالله أكبر منه، وفي ظل الله لا يعلو على الله طاغٍ، وهي تؤنس النفس وتحرر الإنسان من عبادة الشخصية، لا للطغيان فالله أكبر.
الشمس
استخدمت الأشكال المشعة في بلاد الرافدين مند عصور قديمة، ووجدت نمادج منها في زينة اواني فخارية لثقافة عصري حَلَف حوال ( 6000- 4500 ق . م ) والعُبيد حوالي ( 5500 -4000 ق . م ) .
حمل قرص الشمس عدة معان، كرمز للخصب والحياة والطاقة والعدل، وهو يمنح الإنسان اهم ملامح الحيوية والنشاط .
قرص الشمس هو رمز الإله البابلي ( شمس )وقد ظهر هذا الرمز في العصر الأكدي واستمر حتى العصر البابلي الحديث، أي بين (2390-539ق.م) . لكن أكثر نماذج قرص الشمس إثارة، هو لوح حجري من سبار( أبو حبة) محفوظ في ( المتحف البريطاني)، يعود تاريخه ألى (870ق.م)، يصور تقديم الملك البابلي نبو-ابلا-أدينا-إلى ألإله شمس .
ومن أبرز أشارات الإله شمس، وقوف حمورابي ملك بابل في مسلته الشهيرة عام (1750ق.م) أمام الإله شمس يتسلم منه القوانين الداعية للعدالة والإنصاف ،وقد تواصل استخدام الأشكال المشعة في الثقافة الإسلامية وخاصة قي التكوينات الهندسية الفريدة في لغتها الزخرفية وأبرزها الأطباق النجمية التي ازدانت بها سطوح العمائر والتحف المنقولة .
واتخذت جمهورية 14تموز 1958م من الشمس شعاراً لها، ومن النجمة الثمانية مفردة مركزية من رموزعلمها . ويهدي هذه الخلفية التاريخية الممتدة والمتواصلة، فإن تصميم الشمس في العلم المقترح هو أحياء معاصر مدعوم بدلالات ومعانٍ أخرى أهمها الإشارة ألى قوى النور والخير تدفع قوى الظلام والشرور وهي كناية عن وحدة البلاد والتعايش بين اهله، أذ تتكون من ثمانية عشر شعاعاً متماثلة، رمزاً لمحافظات العراق وأشارة للمساواة في الحقوق والواجبات .
واتخاذ الشمس كرمز للخصب والحياة رداً على أبادة العراقيين واختلال هرم السكان بين نسبة الإناث ألى الذكور وتراجع متوسط عدد افراد العائلة، فالعراق بحاجة ألى كثرة الإنجاب لتعويض ما فُقد وعُطب وتوفير الموارد البشرية الضرورية لتعمير البلاد ..
أختير للشمس اللون الأحمر ، لون الفجر المتجدد وولادة انسان عراقي جديد .
اما حفارة البئر، فقد صممت في المركز البصري للعلم من بؤرة الشمس لإعطاء أهمية متميزة للخيرات تعمم على الجميع .
شعار جمهورية العراق
يتكون الشعار من خارطة العراق باللون الأحمر، ترتفع على اديمها الملوية باللون الأبيض ،مطعمة بطرة عجلة الصناعة باللون الأسود محتضنة نخلة خضراء .
بزغ فجر الحضارة الإنسانية في وادي الرافدين االذي تطوّرت فيه عدة ثقافات، كان لكل منها تاثيرها في مجمل ثقافات العالم، فالعراق مهد الكتابة والمدرسة والمكتبة والقانون والأختام والزراعة والري والعجلة، وكانت بابل عاصمة العالم القديم، وفي القرن السابع للميلاد نهض المسلمون بثقافة اخرى أصبح العراق مركزها في العصر العباسي، وأصبحت بغداد حاضرة العالم.
وفي العصر الحديث حققت جمهورية 14تموز 1958م للعراقيين، وفي فترة وجيزة لا تتعدى الخمس سنوات منجزات مهمة، حتى كانت مؤامرة تدمير العراق التي بدأت في 8 شباط 1963م، فكانت منبع شلال الشر الإستعماري الجاري دماً وخراباً ونهباً ورعباً لحد الآن .
الملوية
من زقورة السومريين ألى ملوية العباسيين
العراق مهد الزقورة، وكان تشييدها في حدود ( 2200ق.م) . والزقورة هرم مدرج في قمتها معبد او اكثر، والزقورات من أفخم الآثار المعمارية العالمية القديمة، وهندستها عبقرية رائدة ومتميزة سيما بتقنيات ومواد ذلك الزمان، وللأسف لم تسلم اي زقورة بشكلها الكامل، وكانت زقورة بابل، المعروفة ببرج بابل (626-539ق.م) في عهد الملك نبوخذ نصر، أشهر زقورات العراق القديم حيث بلغ ارتفاعها (91)متراً ومساحة قاعدتها 91x91متراً تقريباً، وكتلتها الصلدة من اللبن وجدرانها الخارجية سميكة بثخن خمسين متراً نفذت بالآجر بسبع طبقات، يذكر أنها كانت ملونة وتتوجها قبة المعبد الذهبية ( غرفة الإله).
هناك عدة نظريات لوظيفة الزقورة، أبرزها فكرة ربط الأرض بالسماء، اعتقاداً أن الزقورة درج يصعد ألى السماء مما يقرب الكهنة الى آلهتهم، وثمة اعتقاد أن الملوية احياء لعمائر الزقورات .
ومهما كان من أمر، فالملوية تحفة معمارية فذّة، وهي كالزقورة صلدة ملتزّة، بلا فتحات خارجية، مشيدة جنب الجامع، وتشكل المركز العمودي المهيمن على مدينة سامراء والمكون لصورتها الفنية ومشهد فضائها التخطيطي المعماري .
والملوية كأية مأذنة رمز وقوة للإيمان وهي بسبع طبقات ملتفة، يتم الصعود ألى قمتها عبر درج حلزوني، قاعدتها مربعة33x33 متراً وارتفاعها 52 متراً، وهي أبرز المواقع المعمارية الإسلامية، ولها صورة بهية عالمية شديدة الوضوح والتميز، كما أنها أهم أثر أسلامي عراقي شاخص سلم عبر عوادي الزمن حتى ثلمه الغزاة المتحضرين .
الملوية في هذا الشعار رمز للمقاومة، وصرخة احتجاج ضد تدمير الغزاة للتراث الثقافي العراقي، وهي دعوة لإعادة تعمير العراق على أساس المواءمة بين التراث والمعاصرة .وقد عكس تزيين الملوية بالعجلة، ضرورة تحديث الإرث الثقافي لاستخدامه في مسيرة الإعمار وبناء الإنسان .
العجلة
العجلة أحد أهم وأقدم مبتكرات وادي الرافدين، بل هي قفزة نوعية في حياة الإنسان وإنجازاته اللاحقة، ولعل اول عجلة معروفة للآثاريين، كانت ابتكاراً سومرياً بحدود (3500 ق.م )
والعجلة - في الشعار المقترح- ذا ت ثمانية عشر دولابا ًباتجاه الداخل والخارج، رمز لشمول تعمير كافة أرجاء العراق، ولأن العجلة رمز للحركة الدائبة، لذا رسمت على أول انعطافة من الملوية كإشارة رمزية لسيطرة العراقيين على وسائل انتاج احتياجاتهم بشكلٍ مستمر ومتصاعد .
النخلة
ان وادي الرافدين من أولى البيئات الحاضنة للنخلة، وكان للسومريين والبابليين اله للنخيل، كما أن شكل النخلة مثبت على كثير من الأختام الإسطوانية، وجاء ذكر النخلة في التوراة والإنجيل والقرآن، والنخلة عطاء شامل، غذاءٌ ودواءْ، وصناعةٌ وبناءْ، وكان في العراق عشرات الملايين من أشجار النخيل التي أبيد وأحرق اكثرها جراء الحروب، والنخلة في هذا الشعار، دعوة لحمايتها وتواصل عطائها، كما ان النخلة من رموز النصر، ويوم يندحرالقراصنة بعيداً عن أرض العراق سيلّوح العراقيون بسعف النخيل، ويزينون به مدنهم وقراهم وبيوتهم ابتهاجاً باسترجاع حريتهم وحقهم في الحياة .