قوم عاد

2019-01-04
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/a04726fb-81e2-4233-9a03-7443ee6effc1.jpeg
وقف وصاح فينا/
- اطلبوا منه ان يجعلكم فى مكان قيصر وان يجعل قيصر فى مكانكم وخاصموه ان لم يستجب لكم يرض عنكم والا ظللتم فى الذل الى قيام الساعة . خاصموه . فارقوه . تولوا عنه . لا تستدلوا بكلامه . لا تثقوا فيه . لا تصدقوه . لقد ظلمكم . عارضوه . اليس قيصر عدوا له فلم شرفه عليكم ؟ الستم اتباعه فلم يقدم عليكم اعداءه ؟
قلنا له/
- ولماذا ؟ نحن بخير ولا غرض لنا بمكان قيصر
قال لنا/
- قيصر كان اصغر اصغر منكم سنا ومقاما واقل علما واكفر من ابليس ولا يستحق المركز الذى وصل اليه

قلنا له/
- هذا ليس من شاننا . ان وصل الى مركز فذلك له. لا يعنينا امره . ليس الامر اليه . انما الامر لله والملك له ثم ان هذا منصب من مناصب الدنيا ولا قيمة له بجنب مناصب الآخرة ولا بجنب مناصب اخرى لا تعلمها .
قال لنا صائحا/
- ليس فيكم نفس. انتم ارذلون . لا تقاومون . يفعل بكم وتقبلون . سيحتقركم وسيدخلكم الى النار التى منها انتم هاربون . انما جربكم ليعلم الراضي منكم من الآب . لا ترضوا بالذلة فيغضب عليكم .
قلنا له/
- ومن انت ؟
قال/
- انا زعيم المعارضة والسفير اليكم من الملك . جئتكم لاشرح لكم وقد بلغتكم .
قلنا له/
- اوبعثك الملك ؟
قال/
- من عنده جئت
قلنا/
- أو أمرك بان نحتج عليه وبان نطالبه بالعدل ؟
قال/
- بذلك امرنى

بعد هذا الحوار اجتمعنا وتذاكرنا فى النازلة . قال جماعة منا ان الملك يعلم انه ظالم لنا . لذلك بعث هذا السفير ليعلمنا كيف نبعد الظلم عنا . وقالوا/
- ان الملك لا يعمل الا بالمطالبة . يخترع وضعيات ظالمة كهذه التى نحن فيها ثم يريد من المستحقين امثالنا ان يطالبوه بالعدل وتغيير الاوضاع فان لم يطالبوه غضب عليهم وتركهم فى اسفل الرتب ورفع عليهم اهل الدون وان طالبوه ولم يستجب لهم فغاضبوه وخاصموه علم انهم ذوو عزة وانفة فرضي عنهم وقربهم ورفعهم على الجميع وان لم يخاصموه تركهم على حالهم من الذلة . استجيبوا لامر السفير وطالبوا الملك بان ينزل قيصر وكسرى ومعاوية واليزيد بن معاوية ومقوقس مصر وفرعون ومروان بن الحكم من مراتبهم وان يحلكم فيها . ان هذا السفير صادق ولن يضركم ان تجربوا . طالبوا وان لم يستجب لكم فخاصموا بكل انواع المخاصمة . هذا سبيل الخروج من الذلة ومن محنة رفعة الاسافل المجرمين الكافرين .
اختلف الناس واشتد الاختلاف وقال جماعة/
- ان هذا السفير جاء قبله سفير آخر بعثه الملك . وذلك الاول كان ينهى عن المطالبة ثم المخاصمة . لا ننصحكم بانتقاد الملك ان طالبتموه . السفير الاول كان يوصى بالدعاء والرجاء والقبول فى الحالين حال الاستجابة وحال الاهمال ويحذر من المخاصمة . لا تطالبوا. ارجوا والتمسوا واسألوا وتسولوا الملك فانه لا يرضيه الا ذلك .

ثارت العامة وغضبت على اتباع السفير الاول ونادوا بالديموقراطية وقال اتباع السفير الاول/
- الديموقراطية مذهب نصرف به احوالنا فى وضع قوانيننا ولا معنى لها فى المعرفة . لا ديموقراطية فى الطب بل يتقدم للتطبيب العالم بالطب لا اكثر الناس اصواتا . والامر فى حالتنا امر معرفة بالملك واخلاقه لا امر تصويت . السفير الاول اعلم بالملك من هذا السفير الثانى وقد امر بتكذيب كل سفير ياتى بعده . اذن لا تصويت .

لم يستمعوا اليهم وفرضوا الديموقراطية والتصويت . لم تصوت الاقلية وقالت/
- لا نصوت فى هذ ا. الامر ما قال السفير الاول . هو الصواب
وصوتت الاغلبية الساحقة وكانت النتيجة الموافقة على المطالبة بتغيير الاوضاع واقالة قيصر وعلى مخاصمة الملك بعد المطالبة فى حال اهمال الملك للمطالب ثم على انكار استحقاقه للملك . 

بعثوا برسالة الى الملك وطالبوه بان يجعلهم فى مكان قيصر واقرانه من الرؤساء والامراء والحكام والاغنياء والاقوياء والمتلقبين بالملك وضربوا له اجلا . لم يتغير شيء بعد الارسال ومر الاجل واجتمعوا وقالوا/
- لم يصل جواب . لقد اهمل الملك الحق مطالبنا والظاهر انه لا ينوى تغيير الاوضاع الى وضع اعدل واقوم .
قرروا ان ينتقلوا الى المرحلة الثانية، مرحلة الخصومة بكل عناصرها من سب وانكار وافتراء وكذب وادعاء ومفارقة وعزل من الملك وغير ذلك مما ظنوا انه يضر الملك ويضيق عليه . وقرروا ان يبعثوا اليه برسالة تعلن له المقاطعة والاستقلال عنه وعزله من الملك والتبرؤ منه . وقالت لهم جماعة السفير الاول/
- انه اهمل مطالبكم لانه ليس من حقكم ان تفرضوا الاوضاع فى مملكته . واعلموا ان مقامكم الطبيعى هو حيث اقامكم الملك وهو اعلم بما تصلح به الاحوال . وانتم لا تعلمون مستقبل قيصر واقرانه فتظنوا انهم فى الخاتمة احسن حالا منكم فى الكل. اتذكرون خاتمة قارون ؟ كان احسن حالا من قومه فى الجزء لا فى الكل . لا تحسدوا قيصر وامثاله على حسن حالهم فى الجزء الاول . الحياة الدنيا جزء اول . وهذا الجزء له اجزاء ماضية وحالية ومستقبلة .

لم تستمع الاغلبية الى هذا التحذير وبعثوا برسالة العزل الى الملك . بعد ثوان هبت عليهم ريح  صرصر عاتية فلم ير لهم احد  من باقية .

احمد العلوى
28/12/08
الرباط

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved