رمضانيات الطائي

2013-05-20

بعد جولة في منطقة "سلوسن" ـ في العاصمة السويدية ستوكهولم ـ كانت قطع الغيوم بأشكالها المختلفة وهي تحاول أن تحجب خيوط الشمس من خلال حركتها تارة أو نثرها زخات من الرذاذ الخفيف والناعم تارة أخرى وهي تلامس وجنات الصبايا حيث الصحة والنشاط على الوجوه وفي الحركة، وما زاد ذلك النشاط وصفاء الذهن النسمات الباردة والتي يدفع بها تيار الماء من عند سطح البحيرة.
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/70d169fb-3d0e-44c3-8fd7-3f41143ef765.jpeg
الفنان فؤاد الطائي وكاتب السطور

ما أن إقتربت الساعة من السادسة مساءاً حتى سرتُ بإتجاه بوابة
المركز الثقافي العراقي والذي تقع بنايته على ضفة بحيرة "مالرن" ولجت المصعد فنزل طابقين لأجد نفسي في ردهة مزدانة بضوء الشموع والتي وُضِعت على مجموعة من المناضد الدائرية العالية نسبياً، في الوقت نفسه كان ضوء الشمس يتدفق بخجل عبر باب آخر ، تبعت مسار الضوء لأجد نفسي في باحة خارجية فُرِشت بمجموعة من الأرائك ، وعلى السياج الحجري للباحة إنتصبت أربعة سواري عُلِقت عليها أربعة أعلام عراقية وسويدية ، وقفت محدقاً ببوابة البحر أخذت نفساً عميقاً وتساءلت يمكن أن يوصل مباشرة إلى هناك؟.
مع الموسيقى الهادئة المنبعثة من ستيريو وصوت الدكتور أسعد راشد مدير المركز مرحباً بالفنان والحضوروبعد تأكيده من أنّ المركز هو ملك لكل العراقيين، أعطى الكلمة للفنان الدكتورفؤاد الطائي والذي أوجز تيمنناً بالقول المأثور " كلما ضاقت العبارة إتسع المعنى"بعدها دعى الجميع للدخول إلى القاعة ـ البيت الذي طرز الفنان الطائي زواياه بـ(37)صورة عناوينها بالعامية العراقية الدارجة بدأً بـ( صاعد والتمر يشهد) وإنتهاءاً بـ( نواية المشمش تموصل).
تجولنا مع الفنان عبر صوره ودخلنا البيت العراقي في شهر رمضان جنوبياً أو شمالياً شرقياً أو غربياً، التوليفة كانت متقنة ساهمت خبرته الفنية الغنية طوال نصف قرن من العمل في تحقيق ذلك،
الملفت من مجموع الـ(37) عملاً ـ كما ذكرنا ـ أفرد الفنان (تسع) أعمال للنخلة ونتاجها وبما أنّ المناسبة رمضانية لم يغفل المركز ذلك فقد وضع خواناً كبيرأ من التمر، لكن، من دون رديفه الدائم اللبن، فمتى تولى سيدة الشجر الرعاية والإهتمام لتعود البصرة لسابق عهدها ويعود العراق أرضاً للسواد.
بعد الجولة علق الدكتور حكمت داود الوزير المفوض في السفارة العراقية في ستوكهولم وكذلك الدكتورة بتول الموسوي الملحق الثقافي في السفارة
 
على الركن الأيسر من مدخل القاعة ثمة لوحة نُقِشت عليهاعبارة(قاعة الفنان كاظم حيدر) ، حبذا لو عُلِقت صورة الفنان مع العبارة، وبما إنّ القاعة بإسمه فمن حقها أن تملك أفضل أعماله ليطلع المهتمون على كنوز الفن العراقي.
وجبة الفطور كانت ذات مذاق خاص قربت الجميع وألهبت المشاعر بصلاة القلق والخوف على العراق.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved